جراحة نادرة للحفاظ على خصوبة مريضات السرطان في مركز أورام المنصورة لأول مرة

جراحة نادرة للحفاظ على خصوبة مريضات السرطان في مركز أورام المنصورة لأول مرة

نجح فريق طبي من مركز أورام جامعة المنصورة بقيادة الدكتور باسل رفقي أستاذ جراحة الأورام وعضو الجمعية الأوروبية لأورام النساء، في إجراء أول عملية من نوعها للحفاظ على الخصوبة لمريضات السرطان في مصر. تتضمن العملية “استئصال الرحم المؤقت” لحماية الرحم من تأثيرات العلاج الإشعاعي. وبعد الشفاء وإزالة الورم، أصبح الرحم سليمًا مرة أخرى، وكأنه لم يغادر مكانه أبدًا، مما يمنح هؤلاء الفتيات الفرصة ليصبحن أمهات. وبذلك تنضم مصر إلى قائمة الدول الرائدة في الحفاظ على خصوبة مرضى السرطان. بدأت كل من الولايات المتحدة والبرازيل في تنفيذ هذه التكنولوجيا في عام 2018.

وأعرب الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة عن فخره بهذا الإنجاز الطبي، مؤكداً أن نجاح هذه العملية النادرة دليل واضح على ريادة جامعة المنصورة وتميزها في المجال الطبي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

وأعرب الدكتور شريف خاطر عن تقديره للفريق الطبي بجامعة المنصورة لمساهمته في تحقيق هذا الإنجاز الفريد من نوعه في مصر، مؤكداً أن هذا النجاح يعد فخراً للقطاع الطبي وجميع العاملين بالجامعة. كما أعرب رئيس الجامعة عن شكره وتقديره لإدارة مستشفيات الجامعة بقيادة الدكتور أشرف شما عميد كلية الطب، والدكتور شعراوي كمال العضو المنتدب لمستشفيات الجامعة، والدكتور وليد النحاس مدير مركز الأورام، والدكتور أسامة حسين رئيس قسم جراحة الأورام، وكذلك جميع أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالمركز، على جهودهم وسعيهم الدؤوب لتقديم خدمات طبية متميزة على أعلى مستوى عالمي.

وأكد رئيس الجامعة على الإنجازات المتميزة لأساتذة كلية طب المنصورة وقدرتهم العالية على إجراء حتى أعقد العمليات الجراحية. وسيساهم ذلك في تقديم أفضل رعاية طبية للمرضى، والمساهمة في تحقيق رؤية مصر 2030 للرعاية الصحية المتقدمة والرعاية الطبية عالية الجودة. وأكد أن الجامعة لا تدخر جهداً في دعم كوادرها الطبية وتزويدها بأحدث التقنيات.

من جانبه أكد الدكتور وليد النحاس أن هذا النجاح يأتي في إطار استراتيجية المركز لتطبيق أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج الأورام. وأشار إلى أن المركز يسعى دائماً إلى توفير بدائل علاجية مبتكرة تواكب أحدث التطورات العلمية وتضع صحة المريض في المقام الأول.

وأكد الدكتور باسل رفقي أن نجاح هذه العملية يمثل خياراً علاجياً جديداً يمنح مرضى السرطان الأمل في الحفاظ على خصوبتهم بعد العلاج. وتحدث الدكتور معاليه عن شكره وتقديره للدكتور شريف خاطر رئيس الجامعة على دعمه المتواصل وتوفيره الإمكانيات والتسهيلات اللازمة لإجراء البحوث والندوات وورش العمل الطبية. وأشاد أيضاً بجهود إدارة الدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة بقيادة الدكتور طارق غولوش.

ويستخدم الفريق الجراحي هذه التقنية الجديدة بنجاح منذ سبعة أشهر وأجرى ثلاث حالات حتى الآن: حالتان في جامعة المنصورة وواحدة في جامعة أسيوط. الحالة الأولى كانت لفتاة تبلغ من العمر 17 عاماً من مدينة المنصورة كانت تعاني من ورم في الأنسجة الرخوة في الحوض (ساركوما). وخضعت للعلاج الكيميائي ثم الإشعاعي، الأمر الذي استلزم إجراء عملية زرع رحم مؤقتة حتى نهاية علاجها. وهي تتمتع حالياً بصحة جيدة ولديها فرصة جيدة للحمل وولادة طفلها. أما الحالة الثانية فكانت لسيدة مطلقة من المنصورة تبلغ من العمر 24 عاماً وتعاني من نفس المرض وكانت من بين من أرادت الخضوع لهذه التقنية للحفاظ على رحمها. الحالة الثالثة كانت لفتاة تبلغ من العمر 20 عاماً من محافظة أسيوط ولم تتزوج قط وتم تشخيص إصابتها بورم في المستقيم. تطلب هذا إجراء عملية زرع رحم مؤقتة حتى نهاية العلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى إجراء حفظ البويضات لضمان فرصة الحمل في المستقبل.

أجرى الفريق الجراحي بقيادة الدكتور باسل رفقي عملياته في مركز الأورام. كما حضر فريق من الأطباء المبتدئين من برنامج الجمعية الأوروبية لأورام النساء، والذي ضم الدكتورة سحر البشير من السودان، والدكتورة أميرة زيدان من البحرين، والدكتور عمرو أبو زينة من فلسطين. وكانت العمليات ناجحة تمامًا، مما أتاح تعميم هذه التجارب في مستشفيات الجامعات المصرية. لقد أعطوا العشرات من المرضى الأمل في الحفاظ على فرصهم في الحمل دون المساس بسلامة عملية العلاج أو المساس بفرصهم في الشفاء.

وقد تم عرض التقنية الجراحية الحديثة في العديد من المؤتمرات الدولية، بما في ذلك الجمعية الدولية لأورام النساء في أيرلندا، والجمعية الأوروبية لأورام النساء في روما، والمؤتمرات الدولية المتخصصة في أوزبكستان والعراق ومصر.

جدير بالذكر أن مركز الأورام بجامعة المنصورة هو أول وأكبر مركز جامعي متخصص في الأورام في دلتا النيل والثاني على مستوى الجمهورية. تبلغ طاقته الاستيعابية 500 سرير ومجهز بأحدث المعدات الطبية. في عام 2021، تم اعتماده من قبل الجمعية الأوروبية لأورام النساء كأول مركز تدريب تابع معتمد في الشرق الأوسط وأفريقيا والدول العربية.

تم تكريم المركز من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2022، مؤكداً ريادته وتميزه في تقديم الخدمات الطبية والعلمية بعد اعتماده من قبل الجمعية الأوروبية. كما حصل المركز مؤخراً على اعتماد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، مؤكداً التزامه بتطبيق أعلى المعايير العالمية في مجال الرعاية الصحية لمرضى السرطان.

وسوم: