الغموض خلف تسمية “عملية سندور” في الصراع الهندي الباكستاني

أثار اختيار الهند اسم “عملية السندهور” لعمليتها الصاروخية ضد باكستان تساؤلات حول الدلالات الرمزية للاسم والرسائل السياسية والنفسية التي تريد نيودلهي إيصالها.
السندور: من رمز الزواج إلى الحرب
بحسب وسائل الإعلام الهندية، فإن “السندور” هو مسحوق أحمر تقليدي تضعه النساء الهنديات المتزوجات على جباههن، ويرمز إلى الحياة الزوجية والرابطة المقدسة. وذكرت صحيفة “كيرالا كاومودي” أن اختيار اسم العملية العسكرية يحمل دلالة عاطفية ويرمز إلى الشرف والولاء، خاصة بالنسبة للنساء الهنديات اللاتي فقدن أزواجهن في هجمات “إرهابية” سابقة.
ويرى المراقبون أن استخدام رمز ثقافي أنثوي كاسم لعملية عسكرية هو محاولة من جانب الهند لكسب التعاطف العام وربط العمليات العسكرية بالشرف الوطني والعائلي، خاصة وأن الهند اتهمت باكستان بشكل مباشر بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة على أراضيها.
وجاء البيان بعد هجوم إطلاق نار استهدف سياحا في منطقة باهالجام في الشطر الهندي من كشمير، وأسفر عن مقتل عدة أشخاص. وفي حين سارعت الهند إلى تحميل باكستان مسؤولية الهجوم، نفت إسلام آباد أي تورط لها في الهجوم، قائلة إنها حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن الهجوم كان جزءا من خطة هندية مخططة مسبقا.
دخلت العلاقات المتوترة بين الهند وباكستان مرحلة حرجة بعد أن شن الجانبان هجومهما العسكري الأعنف منذ حرب عام 1971. وتم تنفيذ هذا الهجوم في إطار عملية أطلق عليها “سيندور”، حيث استهدفت الهند “البنية التحتية الإرهابية” في الأراضي الباكستانية.
قال متحدث عسكري باكستاني اليوم الأربعاء إن 26 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 46 آخرون في غارات جوية هندية استهدفت ستة مواقع داخل باكستان. وتزامنت الهجمات مع اشتباكات عنيفة على حدود كشمير.
باكستان تسقط 5 طائرات هندية وتعلن التعبئة
ذكرت وكالة أسوشيتد برس نقلا عن مسؤول باكستاني أن 13 شخصا قتلوا في هجوم بقنبلة على مسجد في مدينة بهاولبور.
في هذه الأثناء، ذكرت وكالة رويترز أن 10 أشخاص قتلوا وأصيب 48 آخرون في هجوم مدفعي باكستاني على الشطر الهندي من كشمير. وفي أعقاب ذلك، أعلن الجيش الهندي أنه أطلق عملية عسكرية حساسة تستهدف “البنية التحتية الإرهابية” داخل الأراضي الباكستانية.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن قواته أسقطت خمس طائرات هندية، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز رافال وسوخوي 30 وميج 29، وطائرة هجومية بدون طيار.
وأكدت مصادر عسكرية باكستانية أن مسجدين على الأقل استهدفا في هجمات هندية، فيما أعلنت حالة الطوارئ رسميا في إقليم البنجاب الباكستاني.
بيئة الحرب والعلاقات المتجمدة
وفي تطور آخر، عقدت لجنة الأمن القومي الباكستانية اجتماعا طارئا في إسلام آباد، داعية المجتمع الدولي إلى “محاسبة الهند على انتهاكاتها للقانون الدولي” وتفويض القوات المسلحة “باتخاذ الإجراءات اللازمة”.
وفي أعقاب تصاعد التوترات، علقت الهند معاهدة مياه نهر السند وطردت الدبلوماسيين الباكستانيين؛ فرضت باكستان قيودا على البعثة الدبلوماسية الهندية، وأغلقت مجالها الجوي، وأوقفت كل التجارة مع نيودلهي.
كشفت وسائل إعلام هندية، الأربعاء، تفاصيل “عملية سيندور” التي نفذتها القوات المسلحة الهندية ردا على هجوم مميت في منطقة باهالجام بكشمير أسفر عن مقتل 26 شخصا.
عملية عسكرية لم نشهدها منذ عام 1971
وذكرت وسائل إعلام هندية أن “عملية سيندور” تضمنت تنسيقا نادرا بين الجيش الهندي والقوات الجوية والبحرية، حيث تم إطلاق ضربات صاروخية دقيقة على تسعة مواقع في الأراضي الباكستانية والشطر الذي تديره باكستان من كشمير في الساعة 01:44.
وذكرت وسائل الإعلام أن هذه هي المرة الأولى منذ حرب عام 1971 التي تنفذ فيها قوات الدفاع الهندية الثلاث عملية مشتركة ضد باكستان.
وقال الجيش الهندي إن القوات الهندية استخدمت طائرات بدون طيار انتحارية وذخائر متطفلة وأنظمة ضربات دقيقة منسقة لاستهداف المواقع المرتبطة بالإرهاب.
وقالت القيادة العسكرية في بيان رسمي إن “العملية استهدفت هياكل إرهابية تستخدم للتخطيط وتوجيه الهجمات ضد الهند داخل حدود باكستان وفي منطقة جامو وكشمير المحتلة من قبل باكستان”. لقد قيل.
وأكد البيان أن الهجمات لم تستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية، وشدد على أن الهند “أظهرت ضبطا كبيرا للنفس في اختيار الأهداف”. وقالت المصادر إن المواقع التسعة تشمل مقر جماعة جيش محمد في بهاولبور وجماعة لشكر طيبة في موري، وهما اثنتان من الجماعات الرئيسية التي تزعم الهند أنها وراء الهجمات على أراضيها.
تعليقات