
استقبل في المقر البابوي بالقاهرة، اليوم الخميس، وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، الذي جاء برفقة وفد من شباب منحة الزعيم جمال عبد الناصر في نسختها الخامسة، والتي تضم مشاركين من مختلف دول العالم.
رحب قداسة البابا بضيوف مصر، معبرًا عن إعجابه بروح الشباب والتنوع الثقافي الذي يجسده الوفد، وحرص على تقديم نبذة شاملة عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي تُعتبر من أعرق كنائس الشرق، وقد أسسها القديس مار مرقس في القرن الأول الميلادي، ولا تزال تحافظ على رسالتها الروحية والوطنية حتى اليوم، تحت قيادة قداسته بوصفه البابا رقم 118 في تسلسل البطاركة.
ممكن يعجبك: قرار الأزهر الحاسم حول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية وتأثيره على الطلاب
قداسة البابا يستقبل وزير الشباب ووفد من شباب منحة الرئيس جمال عبد الناصر
وتناول قداسته في كلمته البعد الجغرافي والثقافي لمصر، مشيرًا إلى خصوصية موقعها الذي يجمع بين ثلاث قارات، وتاريخها الغني الذي يمتد عبر سبع حضارات، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال منبعًا للعلم والدين والتنوع.
شوف كمان: انطلاق البرنامج الثقافي “مصر تتحدث عن نفسها” من مدينة دمياط
واستعرض قداسة البابا دور الكنيسة في الحفاظ على الهوية المصرية، مبينًا أن الكنيسة القبطية ساهمت في نشر المسيحية في إفريقيا، وأسست أول مدرسة لاهوتية في الإسكندرية، كما قدمت الرهبنة للعالم من خلال القديس الأنبا أنطونيوس، الذي يُعتبر أول راهب في التاريخ.
وشدد قداسة البابا على أن الكنيسة القبطية ليست مجرد مؤسسة روحية، بل تُعتبر أيضًا ركيزة أساسية من ركائز المجتمع المصري، حيث تقوم بدور وطني وإنساني يخدم الجميع دون تفرقة، وتساهم بفاعلية في مشاريع التنمية المجتمعية داخل مصر وخارجها، سواء من خلال مدارس أو مستشفيات أو برامج اجتماعية.
وفي تفاعله مع الشباب، ركز قداسته على أهمية بناء الإنسان المتكامل من خلال العقل، والقلب، واليد، داعيًا الشباب إلى القراءة والسفر والانفتاح على الثقافات لتكوين شخصية متوازنة قادرة على خدمة المجتمع.
وأكد قداسة البابا أن المحبة هي الحاجة الأساسية لكل إنسان، وهي تحصنه من الكراهية والانقسام، حيث قال: المحبة لا تسقط أبدًا، مشددًا على ضرورة الانفتاح على الآخر واحترام التعدد، ومشيدًا بما تقوم به الكنيسة في تعزيز الحوار والتعاون بين الأديان والثقافات
كما أشار قداسته إلى التحديات التي تواجه الأجيال الجديدة، وعلى رأسها الإلحاد، والأخلاقيات المنحرفة، والمعلومات المغلوطة على منصات التواصل، مؤكدًا أن التمسك بالقيم الروحية والتعليم السليم هو السبيل لمواجهة تلك التحديات.
وفي ختام اللقاء، أعرب الشباب عن امتنانهم لما لمسوه من حكمة ومحبة لدى قداسة البابا، وأشادوا بجهود الكنيسة في دعم السلام، والحوار، وخدمة المجتمعات داخل مصر وخارجها.