حكم تلبية المرأة في الحج بصوت مسموع وكيفية أدائها بشكل صحيح

ردت دار الإفتاء على سؤال أحد المتابعين حول كيفية تلبية المرأة في الحج، وما إذا كان يجوز لها التلبية بصوتٍ مسموعٍ.

حكم تلبية المرأة في الحج بصوت مسموع وكيفية أدائها بشكل صحيح
حكم تلبية المرأة في الحج بصوت مسموع وكيفية أدائها بشكل صحيح

ما حكم تلبية المرأة في الحج بصوت مسموع؟

وأوضحت عبر موقعها الإلكتروني أنه شرعًا يجوز سماع صوت المرأة، وليس عورة، حيث قال الإمام ولي الدين أبو زُرعة بن العراقي في “طرح التثريب” (6/ 57، ط. دار إحياء الكتب العربية): [صوت المرأة ليس بعورة، إذ لو كان كذلك ما سمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقرَّ أصحابه على سماعه، وهذا هو الرأي الأصح عند الشافعية، ولكنهم قالوا إنه يحرم الإصغاء إليه عند خوف الفتنة، ولا شك أن الفتنة في حقه صلى الله عليه وآله وسلم مأمونة، ولو خشي أصحابه رضي الله عنهم فتنة ما سمعوا] اهـ

وأضافت: ومع ذلك، فإن نصوص الشريعة الإسلامية تشير إلى أن الأفضل هو الإسرار في عبادات المرأة

وأشارت إلى أن التلبية، وهي قول: لبيك اللهم لبيك…، قد فُهم منها أن المأمور برفع الصوت هم الرجال، بينما النساء يُستحب أن يُسْمِعن أنفسهن فقط، فقد روى الإمام مالك في “الموطأ” عن السائب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَتَانِي جِبْرِيلُ صَلى الله عَلَيه وَسَلم، فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي -أَوْ مَنْ مَعِي- أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ أَوْ بِالْإِهْلَالِ -يُرِيدُ أَحَدَهُمَا-»

كما قال الإمام الشافعي في “الأم” (2/ 170، ط. دار المعرفة): [وبما أمر به جبريلُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأمر الرجال المُحْرِمِين، وهذا يدل على أن المأمورين هم الرجال دون النساء، فأمرهم أن يرفعوا أصواتهم ما لم يقطع ذلك أصواتهم، وكأننا نكره قطع أصواتهم، وإذا كان الحديث يدل على أن المأمورين برفع الأصوات بالتلبية هم الرجال، فإن النساء مأمورات بالستر، لذا فإن عدم سماع صوت المرأة هو الأفضل وأستر لها، فلا ترفع المرأة صوتها بالتلبية بل تسمع نفسها فقط] اهـ

واختتمت: بناءً عليه، فإن التلبية بصوت مرتفع هي من خصائص الرجال، أما المرأة فالأفضل لها أن لا ترفع صوتها بالتلبية، بل تكتفي بسماع نفسها، والله سبحانه وتعالى أعلم