سي إن بي سي_ تتصاعد حدة التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على الواردات من دول الاتحاد، وهو ما اعتبرته بروكسل تصعيداً خطيراً قد يقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق تجاري عادل ومتوازن بين الجانبين.

مواضيع مشابهة: ماسك يغادر البيت الأبيض ويعود إلى مكتبه لإدارة تسلا وشركاته بنجاح
في تصريحات حادة عقب الاتصال الذي جرى أمس بين المفوض الأوروبي لشؤون التجارة، ماروش شيفتشوفيتش، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير ووزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، أكد شيفتشوفيتش أن “الاتحاد الأوروبي منخرط بشكل كامل ومصمم على التوصل إلى اتفاق يخدم مصلحة الطرفين”، ولكنه شدد في الوقت ذاته على أن “العلاقات التجارية بين الجانبين يجب أن تقوم على أساس الاحترام المتبادل، لا التهديدات”.
وأضاف: “نحن مستعدون للدفاع عن مصالحنا”، حسب ما كتبه عبر منصة “إكس”
ويأتي هذا التوتر في أعقاب إعلان ترامب عن عزمه فرض الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة 50%، وهي نسبة أعلى بكثير من التعرفات السابقة التي بلغت 20% والتي فُرضت بشكل مؤقت في أبريل الماضي قبل أن يتم تعليقها لإتاحة المجال للمفاوضات.
وفي منشور على منصة “تروث سوشيال”، عبر ترامب عن استيائه من ما وصفه بـ”الحواجز غير النقدية”، مشيراً إلى أنها تمثل عائقاً أمام التجارة العادلة، كما انتقد العجز التجاري بين الولايات المتحدة وشركائها، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، حيث تستورد أمريكا بضائع أكثر مما تصدره إلى هذه الدول.
اقرأ كمان: نائب رئيس غرفة القاهرة يتوقع تراجع أسعار السلع بأكثر من 5% قريباً
تزيد هذه التصريحات من حدة المخاوف لدى الأوساط الاقتصادية الأوروبية من دخول العلاقات التجارية بين الطرفين في دوامة من التصعيد المتبادل، خاصة في ظل غياب أفق واضح لحل الخلافات حول قضايا مثل الدعم الصناعي واللوائح الفنية والبيئية التي تفرضها أوروبا على المنتجات الأمريكية.
بينما تؤكد المفوضية الأوروبية التزامها بمواصلة التفاوض “بحسن نية”، فإن التلويح بالرد على التهديدات الأمريكية يعكس موقفاً أوروبياً أكثر صلابة في مواجهة الضغوط المتزايدة من واشنطن، وهو ما ينذر بمزيد من التوترات في العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي خلال الفترة المقبلة.