ترامب يتذكر دعم حزب العمال لبايدن وزيارة أمريكية تثير الجدل في لندن

في خطوة دبلوماسية غير تقليدية، أرسلت إدارة الرئيس الأمريكي وفدًا رسميًا إلى المملكة المتحدة بهدف تقصي الحقائق حول تراجع حرية التعبير في بريطانيا، والبحث في ضرورة تدخل الولايات المتحدة كطرف لحل هذه المشكلة، حيث كشفت صحيفة صنداي تليجراف أن الوفد الأمريكي ناقش مع عدد من النشطاء البريطانيين قضايا تتعلق بحقوق المناهضين للإجهاض.

ترامب يتذكر دعم حزب العمال لبايدن وزيارة أمريكية تثير الجدل في لندن
ترامب يتذكر دعم حزب العمال لبايدن وزيارة أمريكية تثير الجدل في لندن

زيارة أمريكية تثير الجدل في لندن

الزيارة، وفقًا لتليجراف، تعكس تحولًا ملحوظًا في موقف ترامب، الذي يبدو أنه أصبح مستعدًا لتوجيه انتقادات صريحة لسياسات حلفائه التقليديين، وعلى رأسهم بريطانيا، حيث ضم الوفد الأمريكي خمسة دبلوماسيين من وزارة الخارجية (قسم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل) الذين قضوا أيامًا في العاصمة لندن، حيث التقوا بنشطاء تعرضوا للاعتقال أو المحاكمة بسبب صلوات صامتة أو وقفات سلمية أمام عيادات الإجهاض، ومن بين هؤلاء الناشطة المعروفة إيزابيل فوغان-سبروس، والكاهن شون جوف، بالإضافة إلى روز دوهيرتي، التي أصبحت أول من يُعتقل بموجب قوانين المنطقة العازلة الجديدة في اسكتلندا.

بالنسبة للوفد الأمريكي، كانت المسألة تتجاوز الإجراءات القانونية لتتعلق بمبادئ أساسية تتعلق بالحريات الدينية وحرية التعبير، وهي قيم تعتبرها واشنطن في خطر متزايد داخل الديمقراطيات الغربية، وبينما بدا أن الزيارة تحمل طابعًا حقوقيًا، إلا أن خلفياتها السياسية والتجارية لم تكن خفية، حيث أشارت مصادر مقربة من ملف التفاوض التجاري بين لندن وواشنطن إلى أن مثل هذه القضايا أصبحت تحت المراقبة الدقيقة من إدارة ترامب، وقد تُستخدم كورقة ضغط في ملف الإعفاءات الجمركية والعلاقات التجارية.

وفي سابقة مثيرة، نُقل أن قضية الناشطة ليفيا توسيشي-بولت، التي حُكم عليها بغرامة تقارب 20 ألف جنيه إسترليني، هددت بإرباك مباحثات تجارية رفيعة المستوى بين الطرفين، حيث قال أحد المفاوضين الأمريكيين بصراحة: لا تجارة حرة دون حرية تعبير، مما دفع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى الدفاع علنًا عن سجل بلاده في حرية التعبير خلال لقائه الأخير مع ترامب في البيت الأبيض، لكنه لم ينجُ من الانتقادات، سواء من حلفاء ترامب أو من ناشطين محليين، الذين يعتبرون أن الحريات الأساسية تتراجع أمام قوانين فضفاضة تُقيّد الاحتجاجات السلمية، حتى وإن كانت مجرد صلاة بلا صوت.

نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، ذهب أبعد من ذلك حين قال خلال مؤتمر ميونيخ الأمني إن حرية التعبير في بريطانيا وأوروبا تتراجع بشكل مقلق، مشيرًا إلى أن ما يحدث في المملكة المتحدة ليس مجرد تفاصيل قانونية بل أزمة قيم.

ما وراء الزيارة.

جدير بالذكر أن إدارة الرئيس دونالد ترامب انتقدت بشدة عددًا من كبار مسؤولي حزب العمال بسبب تعاون الحزب وعناصر من الحكومة البريطانية مع الحملة الدعائية لكاميلا هاريس، منافسة ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث أعرب العديد من أنصار ترامب عن غضبهم من هذه الخطوة البريطانية، وسلطت زيارة الدبلوماسيين الأمريكيين الضوء على تشابك جديد بين الدين والسياسة والتجارة الدولية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من نموذج رقابي غربي يقيّد الخطاب الديني أو المحافظ باسم حماية الحساسيات الاجتماعية، ويبدو أن ترامب، الذي يستعد لحملة انتخابية جديدة، يرى في هذه القضايا فرصة لإعادة تعريف السياسة الخارجية الأمريكية، هذه المرة من بوابة الدفاع عن حرية التعبير، لا في طهران أو موسكو، بل في قلب أوروبا.