هل تفتح السويد أبواب المستقبل الخالي من التدخين في نيجيريا من خلال سياسات الحد من المخاطر المبتكرة؟
تُعتبر السويد نموذجًا رائدًا في مكافحة التدخين، حيث حققت إنجازًا تاريخيًا في أواخر عام 2024، لتصبح أول دولة أوروبية خالية من التدخين، إذ انخفضت نسبة المدخنين بين البالغين إلى 4.5% فقط، وهذا النجاح الذي تحقق قبل 16 عامًا من الموعد المستهدف من قبل الاتحاد الأوروبي، يثير تساؤلات حول إمكانية تطبيق سياستها المبتكرة في دول أخرى مثل نيجيريا والعالم بأسره.

من نفس التصنيف: ترامب يطالب أبل بدفع 25% رسوم على هواتف آيفون المصنوعة خارج الولايات المتحدة
يعتقد الخبير النيجيري في الصحة العامة، الدكتور أكينواندي بوديكومب، أن تجربة السويد تقدم دليلًا قاطعًا على أهمية تبني سياسات الحد من المخاطر في مجال التبغ ومنتجات النيكوتين، حيث انخفض عدد المدخنين بشكل كبير، بعد أن كان نصف الرجال تقريبًا يدخنون، بفضل استراتيجية سمحت بتوفير منتجات النيكوتين البديلة مثل السنوس، وأكياس النيكوتين الفموية، والسجائر الإلكترونية بأسعار معقولة وعلى نطاق واسع، مما أسهم في تقليص معدلات التدخين، وفقًا لتقرير صادر عن شركة فيليب موريس إنترناشيونال.
مواضيع مشابهة: وول ستريت تنهي تداولاتها بتراجع وسط ترقب نتائج إنفيديا وتأثير محضر الفيدرالي
نهج علمي بدلًا من الحظر
أوضح الدكتور بوديكومب أن السويد لم تعتمد على الحظر، بل على نهج علمي يدعم الصحة العامة، حيث دعمت الحكومة السويدية حملات توعية حول منتجات النيكوتين البديلة التي تُعتبر أكثر أمانًا من التدخين التقليدي رغم أنها لا تخلو تمامًا من المخاطر، كما طبقت ضرائب استهلاكية متناسبة جعلت هذه المنتجات أقل تكلفة من السجائر التقليدية، وشجعت على حرية الاختيار والتحول إليها، والنتيجة كانت واضحة، أصبحت السويد في طليعة مكافحة التدخين بأدنى معدلات من الأمراض المرتبطة بالتبغ والسرطان على مستوى الاتحاد الأوروبي.
نيجيريا: تحديات وحلول مستوحاة من السويد
يمثل التدخين تحديًا صحيًا كبيرًا في نيجيريا، حيث يستهلك 8% من النيجيريين التبغ، مما يتسبب في العديد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب، وعلى الرغم من جهود وحملات مكافحة التدخين التوعوية، فإن التقدم بطيء بسبب السياسات الصارمة التي تركز على الحظر بدلًا من الحد من المخاطر.
يشير الدكتور بوديكومب إلى أن النموذج السويدي يقدم حلًا فعالًا يستند إلى الأدلة العلمية لمساعدة المدخنين على التحول إلى خيارات أقل خطورة، فبينما يبقى الإقلاع الفوري والتام هو الخيار الأفضل، فإن هذا النهج يسمح لمن يجدون صعوبة في الإقلاع بالوصول إلى بدائل مثل السجائر الإلكترونية، وأكياس النيكوتين، والسنوس كحل واقعي.
توصيات لنيجيريا: طريق نحو مستقبل خالٍ من التدخين
طرح الدكتور بوديكومب ضرورة أن تسعى نيجيريا لتبني نهج أكثر فاعلية لتحقيق نتائج مشابهة لتلك التي حققتها السويد، وذلك من خلال تحديث إطارها التنظيمي ليشمل المنتجات البديلة في استراتيجيتها الوطنية لمكافحة التبغ، وتتضمن الإجراءات المقترحة.
- التثقيف: زيادة الوعي حول المخاطر النسبية لمنتجات النيكوتين المختلفة لتمكين المدخنين من اتخاذ قرارات مستنيرة
- التقنين والتنظيم: إتاحة المنتجات البديلة بشكل قانوني مع تطبيق معايير الجودة والسلامة المناسبة
- الضرائب التناسبية: تطبيق نظام ضرائب يضمن أن تكون المنتجات البديلة أقل تكلفة من المنتجات التقليدية لتحفيز المدخنين على التحول
- التعاون: الشراكة مع مصنعي المنتجات البديلة والخبراء لزيادة إمكانية الوصول إليها في جميع أنحاء البلاد
أكد الدكتور بوديكومب أن تبني استراتيجيات الحد من المخاطر سيحقق فوائد ملموسة لنيجيريا، من خلال تخفيف العبء على نظام الرعاية الصحية، وتحسين الإنتاجية الوطنية، وتقليل معدلات الفقر بين الأسر المتضررة من الأمراض المرتبطة بالتدخين.
واختتم بوديكومب بأن نجاح السويد يمثل منارة للأمل ودليلًا على أن تقليل المخاطر، وليس الحظر، هو النهج الأكثر فعالية، موضحًا أن نيجيريا لديها فرصة لتكرار هذا النموذج لتصبح “نموذجًا عالميًا ثانيًا بعد السويد في تقليل المخاطر وإنقاذ ملايين الأرواح.
وشدد على ضرورة أن يتبنى صناع القرار وخبراء الصحة العامة هذا النهج الواقعي، لمستقبل نيجيري أكثر صحة.