أخبار العالم

رئيس الوزراء يكشف نتائج دراسة مبادرة عودة الكتاتيب وإطلاق منصة إلكترونية جديدة للأوقاف قريبًا

اجتمع اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، مع الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، لاستعراض عددٍ من ملفات عمل الوزارة، بحضور خالد الطيب محمد الطيب، رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف المصرية.

رئيس الوزراء يستعرض مع وزير الأوقاف عددًا من ملفات العمل

وخلال الاجتماع، تابع رئيس الوزراء موقف إدارة أملاك هيئة الأوقاف وسبل تعظيم استغلالها، موجها في هذا الصدد بضرورة إجراء حصر شامل ومميكن لجميع أملاك الهيئة، ليشمل مختلف الأراضي والمباني السكنية والتجارية وغيرها، مؤكدا أن أي مشروع تنفذه الهيئة بالشراكة مع القطاع الخاص سيحظى بالدعم الكامل من الحكومة، وذلك في إطار تعزيز هذه الشراكات وتحقيق الاستثمار الأمثل لأملاك الهيئة.

وفي ذات السياق، وجه رئيس الوزراء بضرورة حصر الفرص الاستثمارية المتاحة من قبل هيئة الأوقاف ودراستها، تمهيدا لطرحها على القطاع الخاص من أجل الشراكة، بهدف تعزيز كفاءة الإدارة والتشغيل لمختلف هذه الفرص.

كما تناول الاجتماع استعراض نتائج الدراسة الشاملة التي أعدتها وزارة الأوقاف بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بشأن مبادرة عودة الكتاتيب، في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالدراسة الدقيقة لكافة جوانب هذه المبادرة سعيا لتحقيق أهدافها في التعليم والتهذيب والتنشئة.

وتطرق الدكتور أسامة الأزهري إلى الخطوات الخاصة بتنفيذ مبادرة عودة الكتاتيب، التي يرتبط إطلاقها بالمبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان، وذلك بهدف إحياء الدور الريادي للكتاتيب في تنشئة الأجيال على القيم الإسلامية السمحة وتعزيز اللغة العربية كلغة للقرآن الكريم، لافتا إلى أن المبادرة استقبلت حتى الآن 2026 طلبا من خلال المديريات الإقليمية، وما زال باب التسجيل مفتوحا.

ونوه وزير الأوقاف إلى ما يتضمنه ميثاق عمل الكتاتيب من جوانب تتعلق بالمساهمة في بناء الشخصية المصرية وحفظ الهوية، وإحياء لغة القرآن، وحماية الأجيال من الفكر المتطرف وتنمية مواهب التلاوة والإنشاد والشعر، فضلا عن المساهمة التعليمية في تعليم القراءة والكتابة والحساب ومحو الأمية بالتكامل مع وزارة التربية والتعليم، هذا إلى جانب تعزيز القيم الوطنية وغرس حب الوطن وبث الأمل والمحبة بين أفراد المجتمع.

وتناول الدكتور أسامة الأزهري عددا من الرؤى والمقترحات التي من شأنها أن تضفي الصفة العصرية على أسلوب تنفيذ الكتاتيب ليواكب التطور التكنولوجي ويتماشى مع أساليب التعليم الحديثة، لافتا إلى الاجتماعات واللقاءات التي تم عقدها للتحضير لإطلاق هذه المبادرة في ثوبها الجديد بما يحقق المزيد من الأهداف المرجوة، من خلال استخدام تطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية والتابلت لتسهيل الحفظ، واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتوفير بيئة تفاعلية تسهم في فهم معاني القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وتفسيراتها، كما تضمنت المقترحات العمل على تنفيذ العديد من البرامج التأهيلية والتدريبية لجميع العاملين وأعضاء التدريس بالكتاتيب، بما يكسبهم القدرة على التعامل مع النشء وتوصيل مفاهيم الدين الصحيح.

وخلال اللقاء، استعرض وزير الأوقاف المقترح الخاص بإطلاق منصة وزارة الأوقاف الإلكترونية، مضيفا أنها تعد منصة دينية رقمية متكاملة تهدف إلى تجديد الخطاب الديني بطرق حديثة وفعالة، تتماشى مع تطورات العصر وتلبي احتياجات المجتمع، ومن المقرر إطلاقها قريبا.

وأوضح الأزهري خلال العرض أن المنصة تهدف إلى إنتاج محتوى ديني متنوع وعالي الجودة يلبي احتياجات مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، وتتضمن المنصة مكتبة رقمية ومحتوى تفاعلي وفيديوهات ورسوم متحركة بالإضافة إلى محاضرات ودروس إلكترونية، مما سيجعلها الأداة الأساسية في مواجهة الفكر المتطرف وبناء وعي مجتمعي متزن، مع المساهمة في نشر رسالة الإسلام السمحة بأسلوب جاذب وميسر، مستعرضا المخطط التنفيذي المقترح لتنفيذ المنصة الإلكترونية والمتطلبات الخاصة بها، فضلا عن المخطط الزمني المقترح للتنفيذ بداية من الإطلاق التجريبي حتى اكتمال المشروع وإطلاقها بشكل رسمي.

كما عرض وزير الأوقاف موقف مبادرة “صحح مفاهيمك” التي تستعد الوزارة لإطلاقها بعد التطبيق بشكل تجريبي، والتي تعد محورا أساسيا في استراتيجية عمل الوزارة لبناء وعي ديني ومجتمعي مستنير، وتقديم خطاب دعوي متجدد وعلمي ورصين يواكب العصر ويتفاعل بوعي مع تحدياته، مشيرا إلى أن المبادرة تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة ومعالجة الظواهر السلبية المنتشرة، من خلال تقديم خطاب ديني علمي رصين باستخدام أدوات دعوية حديثة.

وأوضح الدكتور أسامة الأزهري أن آلية تنفيذ المبادرة تتمثل في تناول موضوع واحد أسبوعيا أو أكثر، مع اختيار القضايا بعناية بما يتماشى مع أولويات الواقع واحتياجات المجتمع، موضحا استخدام وسائل حديثة لتقديم المحتوى بشكل علمي يخاطب العقل والوجدان، وتجنب المصطلحات الجدلية، لافتا إلى تنويع الأسلوب حسب الفئات المستهدفة سواء من الشباب أو الجمهور العام أو المهتمين بالشؤون الدينية.

كما استعرض الوزير خطة العمل والبرنامج الزمني للمبادرة، مسلطا الضوء على الشراكات المؤسسية من الوزارات والهيئات والجهات المعنية، وتناول آليات المتابعة والتقييم المستخدمة لقياس مدى استجابة ونجاح الحملة، لافتا إلى أنه منذ الإطلاق التجريبي للمبادرة عبر صفحات وزارة الأوقاف، حققت صدى واسعا وقبولا جماهيريا ملحوظا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى