فرصة مصر الذهبية: كيف يمكن للنمو السكاني العالمي تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الضوء على 15 اتجاهًا حاسمًا ستعيد تشكيل ملامح العالم في العقود المقبلة، حيث ستغطي هذه الاتجاهات طيفًا واسعًا من المجالات الحيوية بدءًا من التطورات التكنولوجية المتسارعة وصولًا إلى التحديات البيئية الملحة والتغيرات الاجتماعية والسياسية الجذرية، مشيرًا إلى أن مصر يمكنها من خلال تبني هذه الاتجاهات أن تلعب دورًا محوريًا في صياغة المستقبل وأن تحقق تنمية مستدامة وشاملة.

فرصة مصر الذهبية: كيف يمكن للنمو السكاني العالمي تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟
فرصة مصر الذهبية: كيف يمكن للنمو السكاني العالمي تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟

معلومات الوزراء: النمو السكاني العالمي فرصة ذهبية لمصر لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية

جاء ذلك خلال تقرير المركز بعنوان “اتجاهات عالمية.. فرص محلية”، حيث أشار إلى إصدارة معهد كوبنهاجن للدراسات المستقبلية بعنوان “الاتجاهات الكبرى العالمية” موضحًا أن هذه الاتجاهات تُعرف بأنها قوى تحويلية عميقة تؤثر بشكل كبير في المجتمعات العالمية بفضل حجمها وتأثيرها الدائم على مدار عقود، وتعد بمثابة محركات التغيير التي تشكل المستقبل، مضيفًا أن دراسة الاتجاهات الكبرى تُعتبر أمرًا بالغ الأهمية لفهم عالمنا المتغير والتخطيط لمستقبل أفضل، ومن خلال فهم القوى التي تشكل العالم يمكن اتخاذ قرارات أكثر استنارة وبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا.

وتنقسم الاتجاهات الكبرى إلى أربع ركائز رئيسة وهي:

الركيزة الأولى الاتجاهات العالمية: العولمة، والنمو السكاني، والتغيرات المناخية

الركيزة الثانية الأفراد والمجتمعات: شيخوخة المجتمعات، والفردية، والتركيز على الصحة، والتحضر

الركيزة الثالثة التطور التكنولوجي والعلوم: الذكاء الاصطناعي والأتمتة، والثورة الحيوية، وزيادة معدلات الاتصال، والهندسة

الركيزة الرابعة الاقتصاد العالمي: الاقتصاد التشابكي، والاقتصاد الخدمي، والنمو الاقتصادي، وتركز الثروة

وتتمثل الاتجاهات العالمية الكبرى في 15 توجهًا على النحو التالي:

1- العولمة: وتتمثل أبرز الفرص المتاحة لمصر في هذا السياق في:

– تنويع الشركاء التجاريين والتوسع في الأسواق الآسيوية.

– مشروعات ضخمة: حيث يمكن للدولة المصرية أن تستقطب استثمارات ضخمة لتنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى مثل القنوات الملاحية والطرق والسكك الحديدية بدعم من الدول الناشئة

– تعزيز الدور الإقليمي: وذلك من خلال لعب دورًا أكثر فعالية في تسوية النزاعات الإقليمية خاصًة في ظل التنافس بين القوى الكبرى

– تعزيز التعاون الإقليمي: ويمكن لمصر أن تقود جهودًا لتعزيز التعاون الإقليمي في مجالات متعددة مثل التجارة والطاقة والبنية التحتية

– إنشاء آليات دفع بديلة، ويمكن لمصر أن تسهم في إنشاء آليات دفع إقليمية مثل استخدام العملات الوطنية أو سلة عملات لتقليل الاعتماد على الدولار.

– الاستفادة من التكنولوجيا وذلك من خلال نقلها من الدول الناشئة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي.

2- النمو السكاني: يمثل النمو السكاني العالمي تحديًا كبيرًا ولكنه في الوقت نفسه يمثل فرصة ذهبية لمصر لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة وتتمثل أبرز الفرص المتاحة في:

– سوق داخلية متنامية: حيث يمثل النمو السكاني سوقًا داخلية واسعة للسلع والخدمات، ويمكن لمصر استغلال هذه السوق لتوسيع صناعاتها وزيادة إنتاجها مما يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة وتحسين الدخل القومي، ويمكن التركيز على الصناعات التي تلبي احتياجات السوق المحلية مثل صناعة الأغذية والمشروبات وصناعة الأدوية وصناعة البناء والتشييد

– القوى العاملة الشابة: يوفر النمو السكاني قاعدة عريضة من الشباب الذين يشكلون قوة عاملة واعدة يمكن الاستفادة منها عبر الاستثمار في التعليم والتدريب المهني، كما يمكن أن تكون حافزًا للابتكار والريادة مما يسهم في تنويع الاقتصاد

3- التغيرات المناخية: على الرغم من أن التغيرات المناخية تمثل تحديات كبيرة لمصر مثل ارتفاع منسوب مياه البحر، فإنها تقدم أيضًا فرصًا يمكن الاستفادة منها بشكل فعال والتي تتمثل في:

– الاستثمار في الطاقة المتجددة: أ- طاقة الشمس: ويمكن الاستفادة منها لتوليد الكهرباء وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ب- طاقة الرياح: وتوفر المناطق الساحلية والصحراوية في مصر إمكانات كبيرة لتوليد طاقة الرياح

– الزراعة الذكية: أ- اعتماد أنظمة الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والرش لتقليل استهلاك المياه، ب- زراعة أصناف محسنة قادرة على تحمل الظروف المناخية القاسية، ج- التكنولوجيا الزراعية: مثل الاستشعار عن بعد وأنظمة المعلومات الجغرافية لتحسين الإنتاجية

– إدارة المياه: أ- الاستثمار في محطات تحلية المياه لتأمين الاحتياجات المائية، ب- تجميع وتخزين مياه الأمطار للاستخدام في الزراعة والصناعة، ج- تبني ممارسات صديقة للبيئة في استخدام المياه في الصناعة والزراعة

– التكنولوجيا الخضراء: أ- صناعة وتطوير السيارات الكهربائية والمركبات الصديقة للبيئة، ب- البناء الأخضر من خلال تشجيع المباني الخضراء التي تستهلك طاقة أقل

– الاستثمار في البنية التحتية: أ- بناء السدود والحواجز لحماية المناطق الساحلية من ارتفاع منسوب مياه البحر، ب- تطوير أنظمة الصرف الصحي للحد من التلوث

4- شيخوخة المجتمعات: تعتبر شيخوخة العالم وتزايد أعداد كبار السن ظاهرة عالمية تحمل في طياتها تحديات كبيرة ولكنها في الوقت نفسه تقدم فرصًا هائلة لمصر خاصًة مع زيادة إنفاق السياح كبار السن وتناقص أعداد العمالة في أوروبا، وتتمثل أبرز الفرص المتاحة لمصر في:

– السياحة العلاجية والترفيهية: ومن ذلك: أ- تطوير السياحة العلاجية مثل العلاج بالمياه الحارة والطين والسياحة الطبية، ب- تصميم برامج سياحية مخصصة لكبار السن تركز على الزيارات التاريخية والأثرية والاستمتاع بالشمس والرمال، ج- تخصيص فنادق ومنتجعات لتلبية احتياجات كبار السن وتوفير خدمات صحية وترفيهية تناسبهم

– الاستثمار في العقارات: أ- المشروعات السكنية من خلال تطوير مشروعات خاصة بكبار السن توفر لهم خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، ب- الاستثمار السياحي ويمكن للمستثمرين الاستثمار في الفنادق والمنتجعات التي تستهدف كبار السن

– خدمات الرعاية الصحية لكبار السن: أ- تطوير المستشفيات والمراكز الطبية لتقديم خدمات رعاية صحية متخصصة لكبار السن، ب- تقديم خدمات رعاية منزلية لكبار السن مثل التمريض والمساعدة على الأعمال اليومية

– التعليم والتدريب: أ- تصميم برامج تدريبية لكبار السن تساعدهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم، ب- يمكن للجامعات والكليات تقديم برامج دراسية تناسب كبار السن مثل برامج التعليم المستمر

– صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية: أ- يمكن تطوير صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية التي تلبي احتياجات كبار السن، ب- يمكن تصدير هذه المنتجات إلى الأسواق العالمية

5- الفردية: يشكل التحول العالمي نحو الفردية وتعددية الهويات فرصة كبيرة لمصر حيث يمكنها استغلال هذا الاتجاه لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية واستثمارية عالمية وتطوير اقتصادها القائم على المعرفة والابتكار وتتمثل أبرز الفرص المتاحة لمصر