في لحظة إعلامية مثيرة ومليئة بالسخرية، تصدرت صحيفة ديلي ستار البريطانية العناوين بخط عريض وصورة لا تُنسى: كريس واتسون، مدير شركة Thames Water، يمتطي جرذًا ضخمًا وسط مستنقع قذر، في تجسيد كاريكاتوري لما وصفته الصحيفة بأكبر جرذان الصرف في البلاد

ممكن يعجبك: استئناف المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران في روما بالتزامن مع زيارة رئيس الموساد
لكن وراء هذا العنوان الصادم، تكمن أزمة بيئية حقيقية تتصاعد تداعياتها يومًا بعد يوم، مما يهدد سمعة واحدة من أعرق شركات المياه في المملكة المتحدة.
شركة Thames Water، المزود الرئيسي للمياه والصرف الصحي في العديد من المناطق داخل بريطانيا، وجدت نفسها تحت نيران الانتقادات والغرامات بعد سلسلة من الانتهاكات البيئية الصادمة، فقد فُرضت عليها غرامة ضخمة بلغت 123 مليون جنيه إسترليني، وهي الأكبر في تاريخ المملكة المتحدة فيما يتعلق بخرق قواعد الصرف الصحي.
تسريب كميات هائلة من مياه المجاري إلى الأنهار
السلطات البيئية اتهمت الشركة بتسريب كميات هائلة من مياه المجاري إلى الأنهار والبيئة المحيطة، مما أدى إلى تلوث بيئي واسع، وانتعاش تكاثر الفئران فضلاً عن نفوق الأسماك، وتدهور جودة المياه في عدة مناطق، بالإضافة إلى مخاطر صحية محتملة على السكان المحليين.
شوف كمان: إسرائيل ترفض عرض حماس لوقف الحرب وويتكوف ينفي موافقة الحركة على اقتراحه
وصف صحيفة ديلي ستار لم يكن مجرد مبالغة إعلامية، فشركة Thames Water تمر بفترة عصيبة، إذ تواجه تحقيقات متتالية، وغضبًا شعبيًا متزايدًا، ومطالب بإصلاح جذري في قطاع المياه، والعاملون في مجال البيئة يصفون الوضع بأنه نتيجة مباشرة لعقود من التراخي في المحاسبة، والجشع التجاري، والخصخصة غير المنضبطة.