أبو الغيط يؤكد أن قطع العلاقات مع إسرائيل ليس قرارًا حكيمًا ومصر تواصل رفض تعيين سفير في تل أبيب منذ 2024
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن قطع العلاقات مع إسرائيل ليس خيارًا حكيمًا في الوقت الحالي، مشددًا على ضرورة الإبقاء على قنوات التواصل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة إل باييس الإسبانية.

اقرأ كمان: بعثة تجارية روسية تضم 15 شركة تصل مصر لتعزيز العلاقات التجارية والمشاريع المشتركة
وأوضح أبو الغيط أن الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مثل مصر والأردن، تحتاج إلى هذه العلاقات في جهود الوساطة والتفاوض، مشيرًا إلى أن مصر وقطر تسعيان للتوسط لوقف إطلاق النار، وهو أمر لا يمكن تحقيقه دون تواصل مباشر مع الجانبين، بما في ذلك إسرائيل.
وأكد أن العلاقات المصرية الإسرائيلية شكلية للغاية، مشيرًا إلى أن مصر لا تمتلك حاليًا سفيرًا في تل أبيب بعدما رفضت الحكومة المصرية تعيين سفير جديد منذ عام 2024، مضيفًا أنه لا توجد علاقات تجارية أو ثقافية تُذكر، والمكتب الثقافي الإسرائيلي في القاهرة مغلق، ولا حياة في هذه العلاقة، وهو أمر طبيعي نظرًا لتعاطف الشارع المصري العميق مع الفلسطينيين في غزة.
وفي سياق متصل، لفتت الصحيفة الإسبانية إلى أن خمس دول عربية فقط من أصل 22 دولة في الجامعة العربية – هي مصر، الأردن، المغرب، الإمارات والبحرين – تحتفظ بعلاقات رسمية مع إسرائيل، دون أن تُقدم أي منها على قطع هذه العلاقات رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وبرر أبو الغيط ذلك قائلًا إن تحقيق السلام يتطلب الحوار مع الإسرائيليين.
أبو الغيط يشيد بموقف إسبانيا
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت بعض الأنظمة العربية تخشى اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل أكثر من حرصها على الاستجابة للرأي العام الشعبي المؤيد للفلسطينيين، قال أبو الغيط: نحن كعرب لا نريد الحرب، بل نسعى إلى حل سلمي، ففي قمة بيروت عام 2002، قدمت الدول العربية مبادرة سلام تقوم على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة مقابل تطبيع العلاقات، لكن إسرائيل رفضت المبادرة لأن هدفها كان – ولا يزال – طرد الفلسطينيين من أراضيهم والسيطرة على كامل فلسطين التاريخية
وخلال زيارته لإسبانيا، أطلق أبو الغيط النسخة الإسبانية من كتابه “شاهد على الحرب والسلام” في فعالية نُظّمت في البيت العربي بمدريد، بحضور عدد من الدبلوماسيين والسفراء العرب.
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية تعمل على نقل كافة الانتهاكات الإسرائيلية إلى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وتسعى لتأمين دعم دولي أوسع للفلسطينيين عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
مقال له علاقة: النواب يواصلون جلساتهم العامة اليوم لبحث علاوة الموظفين وتحسين أوضاعهم
وأشاد أبو الغيط بموقف إسبانيا من الحرب الجارية في غزة، واصفًا إياه بالموقف الأخلاقي المتقدم مقارنة ببقية الدول الأوروبية، وقال إن إسبانيا تحظى بمكانة مرموقة في العالمين العربي والإسلامي لهذا السبب.
كما انتقد استمرار بعض الدول الأوروبية في تبرير دعمها لإسرائيل على خلفية ما تعرّض له اليهود من اضطهاد في الماضي، قائلًا: هذا حدث تاريخي، لكن ما يجري الآن هو اضطهاد يمارس ضد الفلسطينيين، الذين يدفعون ثمن مآسي الماضي الأوروبي
وتابع: إسرائيل ترفض أي تسوية لا تضمن سيطرتها الكاملة على الأراضي الفلسطينية، وهي تتصرف مثل القوى الاستعمارية الأوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين