شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث جاء هذا التراجع بالتزامن مع انخفاض سعر الأوقية في البورصة العالمية، مما يعكس ارتفاعًا محدودًا في مؤشر الدولار وانتعاش سوق الأسهم، ما أدى إلى تقليل الإقبال على الذهب كملاذ آمن، وذلك وفقًا للتقرير الصادر عن منصة آي صاغة المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

اقرأ كمان: هيئة الاستثمار تستقبل وفدًا سعوديًا لاستكشاف فرص شراكة جديدة في قطاع التشييد والبناء
تراجع أسعار الذهب في السوق المحلية
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة أن أسعار الذهب في مصر تراجعت بمقدار 25 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، مقارنة بإغلاق تعاملات يوم أمس، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق المصرية، نحو 4685 جنيهًا، وفي المقابل، شهدت الأوقية العالمية تراجعًا بنحو 28 دولارًا لتسجل 3352 دولارًا.
ممكن يعجبك: محافظ البنك المركزي يجتمع مع رئيس البنك الصناعي والتجاري الصيني لتعزيز التعاون المشترك
وسجلت أسعار الأعيرة الأخرى من الذهب على النحو التالي:
جرام الذهب عيار 24: 5354 جنيهًا،
جرام الذهب عيار 18: 4016 جنيهًا،
جرام الذهب عيار 14: 3124 جنيهًا،
سعر الجنيه الذهب: 37480 جنيهًا،
تحركات أمس: صعود قوي قبل التراجع
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفاعًا كبيرًا خلال تعاملات يوم أمس الاثنين، حيث قفز سعر جرام الذهب عيار 21 من 4600 جنيه في بداية التعاملات إلى 4710 جنيهات بنهاية اليوم، مسجلًا زيادة قدرها 110 جنيهات، وعلى الصعيد العالمي، ارتفع سعر الأوقية بنحو 90 دولارًا، إذ افتتح التداول عند 3290 دولارًا واختتم عند 3380 دولارًا.
ويرجع تراجع أسعار الذهب محليًا إلى انخفاض الأوقية عالميًا بعد أن سجلت أعلى مستوى لها في أربعة أسابيع، وجاء هذا الانخفاض نتيجة عمليات بيع لجني الأرباح بعد تعافي مؤشر الدولار الأمريكي وارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
وسجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 104.35 نقطة، ما قلص من خسائره الأخيرة، فيما سجلت الأسهم الأمريكية مكاسب قوية انعكست بشكل إيجابي على الأسواق الآسيوية، الأمر الذي دفع بعض المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الذهب مؤقتًا لصالح أصول أكثر مخاطرة.
دعم مستمر من التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة
ورغم الضغوط، أكد إمبابي أن التوترات الجيوسياسية المتواصلة حول العالم، إلى جانب التوقعات المتزايدة بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، تمثل عوامل دعم قوية لسوق الذهب، وتحدّ من التراجعات الحادة في الأسعار، وأشارت التقديرات الحالية إلى احتمال تنفيذ خفضين في أسعار الفائدة الأمريكية خلال عام 2025، وهو ما تدعمه تصريحات صدرت مؤخرًا عن عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، هذه التوقعات تعزز من جاذبية الذهب كأداة تحوّط فعالة ضد تقلبات أسعار الفائدة ومخاطر التضخم.
بيانات اقتصادية مرتقبة قد تحرك السوق
تتجه أنظار الأسواق العالمية هذا الأسبوع إلى صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المؤثرة، من بينها تقرير فرص العمل، وتقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر صدوره يوم الجمعة المقبل، إلى جانب اجتماع البنك المركزي الأوروبي، وبيانات إعانات البطالة الأسبوعية، وكان معهد إدارة التوريد الأمريكي (ISM) قد أعلن أمس الاثنين، تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى 48.5 نقطة خلال شهر مايو، مقارنة بـ 48.7 نقطة في أبريل، وهو رقم أقل من التوقعات التي بلغت 49.3 نقطة، ويعكس هذا المؤشر استمرار الضغوط التي يعاني منها القطاع الصناعي في الولايات المتحدة، مع استقرار نسبي في ضغوط الأسعار، حيث سجل مؤشر الأسعار مستوى 69.4 نقطة.
وعلى الرغم من أن المعدن الأصفر لم يظهر تفاعلًا كبيرًا مع بيانات التصنيع الأمريكية الأخيرة، فإن هذه الأرقام تسهم في تعزيز المخاوف بشأن تباطؤ محتمل للاقتصاد الأمريكي، مما قد يدعم أسعار الذهب على المدى القصير، ويبقى الذهب متأرجحًا في نطاق مستقر نسبيًا، متأثرًا بعدة عوامل متضادة، فمن جهة هناك ضغوط ارتفاع الدولار وتحسن أداء الأسهم، ومن جهة أخرى توجد عوامل دعم قوية مثل التوترات الجيوسياسية وتوقعات السياسة النقدية التيسيرية، وتظل توجهات المستثمرين مرهونة بما ستكشف عنه البيانات الاقتصادية الأمريكية خلال الأيام المقبلة، وسط حالة من الترقب الحذر في الأسواق المالية العالمية.