بي بي سي تواجه تحديات جديدة.. دعوات لزيادة الرسوم في زمن البث الرقمي للبقاء في المنافسة
أطلق تيم ديفي، المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، نداءً غير معتاد يطالب فيه بزيادة رسوم الترخيص، وهي الأموال التي يدفعها البريطاني كضرائب منفصلة لدعم بي بي سي، معتبرًا أن عشر سنوات من “الاقتطاعات المؤلمة” تركت المؤسسة في وضع لا يمكن الاستمرار فيه.

ممكن يعجبك: إخماد حريق في سكن عمال بمزارع العبدلي في الكويت بشكل سريع وفعال
بي بي سي تدعو لزيادة رسوم الترخيص
ديفي، الذي تحدث خلال مؤتمر ديلويت وإندرز للإعلام والاتصالات في لندن، ونقلت صحيفة تلغراف حديثه، لم يُخف قلقه من تقلّص قدرة “بي بي سي” على المنافسة في مشهد إعلامي تهيمن عليه منصات البث العملاقة مثل نتفليكس وديزني.
ورغم انفتاحه على إصلاح نظام الرسوم وآليات تحصيله، شدد على أن المطلوب هو “تمويل كافٍ واستثمار حقيقي”، وليس مجرد محاولات يائسة لتقليص التكاليف.
شهدت الرسوم الحالية انخفاضًا فعليًا بنسبة 30% بين عامي 2010 و2020 نتيجة تجميد متكرر وخفض ممنهج.
ممكن يعجبك: تحسن كبير في الاقتصاد المصري ووقف انهيار الجنيه وفقًا لرئيس بعثة سابقة بصندوق النقد الدولي
ووفقًا لإدارة “بي بي سي”، فإن هذه الانخفاضات فرضت تقليصات حادة في البرامج والوظائف، في محاولة لسد فجوة مالية تبلغ 700 مليون جنيه.
لكن الأزمة لا تتعلق بالتمويل فقط؛ إذ تتراجع أعداد الأسر البريطانية التي تدفع رسوم الترخيص بنحو نصف مليون سنويًا، خاصة بين الأجيال الشابة التي باتت تميل إلى المنصات الرقمية ذات المحتوى المخصص والتجربة المرنة، وكل هذا يغذّي دعوات متصاعدة لإلغاء الرسوم تمامًا واستبدالها بنظام اشتراك.
رغم ذلك، يرى ديفي أن “بي بي سي” ليست مجرد قناة تليفزيونية، بل “رأسمال استثماري للوطن”، قادرة على دفع عجلة النمو في مدن كبرمنغهام ومانشستر وغيرها من المناطق خارج لندن، ومع أن الحكومة البريطانية عبرت عن رغبتها في دعم “بي بي سي” مستقبلًا بطريقة “مستدامة”، فإن وزيرة الثقافة ليزا ناندي وصفت الرسوم بأنها “غير قابلة للتنفيذ”، مستبعدة تمويل المؤسسة من الضرائب العامة.