السفير التركي يشيد بجهود مصر الكبيرة لدعم القضية الفلسطينية ويعلن عن 3 مصانع جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية
سمر السيد_ أعرب السفير التركي بالقاهرة عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها مصر في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر خاضت خمسة حروب، مما أدى إلى تحملها أعباءً جسيمة، وكلفها ذلك الكثير من الناحية الاجتماعية، لذا فإن هذه التضحيات تستحق دائمًا التقدير والاحترام في مصر.

من نفس التصنيف: وزير الإسكان يعلن عن تكليفات جديدة لتحسين الطرق الرئيسية وتنمية أراضي الحزام الأخضر في غرب القاهرة
وأضاف شن أن تركيا ومصر قادرتان على تقديم مساهمات هامة في قضايا المنطقة من خلال دمج قوتهما الدبلوماسية والسياسية وتنسيق قوتهما الاقتصادية بفهم دقيق للحرص الإقليمي.
وتابع أن تركيا ومصر قد شكلتا قوة عالمية مؤثرة في معالجة القضايا المشتركة للعالمين العربي والتركي والإسلامي بطريقة متناغمة، وأن لديهما رؤية للتقارب المستدام من أجل تحقيق تقدم مستقر في مجالات التنمية السياسية والاقتصادية.
وأشار إلى أن تركيا تدرك تمامًا القوة الدبلوماسية والسياسية لمصر وإمكاناتها، وأنهما تسعيان معًا نحو مستقبل مشترك مع مراعاة هذه القضايا.
مواضيع مشابهة: الخطيب يقدم دليلاً كاملاً للرسوم والأعباء المالية غير الضريبية على المستثمرين
استضاف نادي السيارات والرحلات المصري السفير التركي بالقاهرة، صالح موطلو شن، في ندوة حوارية تناولت التاريخ والثقافة والحضارة.
وأكد شن أن العلاقة بين تركيا ومصر تمتد لألف عام، وهذا التاريخ يلهمنا لبناء مستقبل مشترك قائم على المصالح والقيم المتبادلة.
خلال الندوة، قدم السفير صالح موطلو شن كتاب “ثلاثة قرون: تاريخ عائلة في تركيا ومصر” للكاتبة أمينة فؤاد طوغاي، ابنة عم الملك فاروق، وحفيدة الخديو إسماعيل، وحفيدة الغازي أحمد مختار باشا، المفوض السامي للدولة العثمانية في مصر، والصادر عن دار إشراقة للنشر بالقاهرة.
وأوضح أن ترجمة هذا الكتاب إلى العربية تمت بدعمه، وحظيت بموافقة كاملة من العائلة الوريثة، وأن سليم طوغاي من العائلة الوريثة قد زار القاهرة والتقى به.
كما أشار السفير شن إلى أنه وسليم طوغاي كتبا مقدمة للكتاب، وأن الترجمة كانت رائعة بكل المقاييس.
أضاف أن كتاب “الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي” لأكمل الدين إحسان أوغلو و”عبر البشر” لمحمد عارف باشا، السكرتير الخاص لمحمد علي باشا وحاكم تكيرداغ في ذلك الوقت، يُعتبران من المصادر الأساسية التي ينبغي على الأجيال الشابة التركية والمصرية الرجوع إليها لفهم تاريخهما المشترك، حيث إن هذه المصادر تعكس التراث المحلي والوطنية.
وأشار إلى أنه في هذا التاريخ الممتد لألف عام، استقر الأتراك قديمًا وحديثًا في مصر تحت حكم محمد علي باشا، حيث اتخذوا من مصر وطنًا لهم، وأصبح جميع الأتراك الذين جاءوا إلى مصر وطنيين مصريين عظماء خدموا البلاد بكل حب.
وأكد السفير أن تركيا الحديثة ومصر الحديثة دولتان مستقلتان وقويتان في منطقتيهما، ومع ذلك فإن رابطة الأخوة والتعاون بين البلدين تستند إلى التاريخ والجغرافيا، وهذا التاريخ المشترك يعد مصدر إلهام للتنمية الاقتصادية والتعاون والتنسيق في القضايا الثنائية والإقليمية.
خلال الندوة، قدم السفير صالح موطلو شن تفاصيل حول التاريخ التركي المصري المشترك، موضحًا أن استقرار الأتراك في مصر بدأ مع وصول أحمد بن طولون قبل ألف عام واستمر حتى عهد محمد علي باشا، حيث شهدت مصر هجرة كثيفة من الروميلي والبلقان والأناضول لدعم إصلاحات محمد علي باشا وتأسيس دولة حديثة، وفقًا للتعداد السكاني الذي أجراه محمد علي باشا عام 1846، بلغ عدد الأتراك الذين استقروا في مصر 59 ألف نسمة.
كما صرح شن أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا في مجالات السكك الحديدية والطباعة والتعليم في عهد محمد علي باشا، حيث زار السلطان عبد العزيز مصر عام 1863 وأعجب بهذه التطورات، مما ساهم في تعزيز الروابط بين إسطنبول والقاهرة.
أضاف أنه للأسف، يكتب مؤرخون غربيون التاريخ الحديث من منظور استشراقي، مما يخلق اختلافات في الرأي بين الشعبين التركي والعربي، وأن الأجيال الجديدة تتأثر بهذه الاختلافات بشكل خاطئ، لذا فإن التاريخ الحقيقي يُفهم من خلال المصادر الأولية.
أشار إلى العديد من التفاصيل التاريخية المهمة التي لم تُكتب بشكل دقيق، مثل أن زوجة إبراهيم باشا، نجل محمد علي باشا، وزوجة محمود الثاني كانتا شقيقتين، وأن السلطان عبد العزيز والخديو إسماعيل كانا أبناء عمومة، كما أن نجل إبراهيم باشا، مصطفى فاضل باشا، شغل منصبًا مهمًا في إسطنبول، بينما كان حفيد محمد علي باشا، سعيد حليم باشا، من بين أبرز الصدور العظام في الإمبراطورية العثمانية.
كما ذكر أن زينب كامل، ابنة محمد علي باشا، كانت متزوجة من الصدر الأعظم في تلك الفترة، يوسف كامل باشا، وأن هناك مستشفى يحمل اسم “زينب كامل للولادة” في إسطنبول، حيث لا يزال اسمها خالدًا كفاعلة خير محبوبة.
وأفاد السفير صالح موطلو شن بأنه بناءً على اقتراح الممثل أحمد شاكر بتصوير فيلم عن التاريخ المشترك بين تركيا ومصر، فإنه يرغب بشدة في تصوير قصة حياة زينب كامل، ويعمل حاليًا على رواية حول هذا الموضوع بدعم من أحد الرواة المصريين، حيث يتطلع إلى إنتاج هذا الفيلم استنادًا إلى هذه الرواية.
كما ذكر أنه في عهد الملك فؤاد والملك فاروق، كانت أفراد الأسرة العثمانية محميين ومستخدمين من قبل العائلة المالكة، حيث استقروا في مصر، وأن الوصي على عرش آخر ملك، فؤاد الثاني، محمد عبد المنعم، تزوج من نسليشاه سلطان، حفيدة آخر سلطان عثماني، وحيد الدين، وعادت نسليشاه سلطان إلى تركيا وحصلت على الجنسية التركية، ودُفنت في جنازة حضرها الآلاف.
وأوضح شن أن هناك روابط قرابة عميقة وعاطفية تربط بين تركيا ومصر بسبب هذه العلاقات التاريخية، مما يجعل من الممكن أن تكون مصدر إلهام للدولتين القويتين المستقلتين لتعميق وتعزيز تعاونهما في مجالات التنمية، قائمًا على المصالح والقيم المتبادلة.
وأشار إلى أن المستثمرين الأتراك يشعرون بقربهم من مصر ثقافيًا واجتماعيًا، حيث يحبونها ويحترمونها، ويفضلونها بسبب مزاياها الاقتصادية، مما يجعل المستثمرين الأتراك يشكلون اليوم المجموعة الاستثمارية الأكثر نشاطًا في مصر، حيث توجد العديد من الاستثمارات التي يصعب عليه تتبعها.
أضاف أنه يتوقع افتتاح ثلاثة مصانع على الأقل هذا العام، حيث تتركز هذه الاستثمارات في قطاع المنسوجات، مما يجعل مصر جذابة بسبب قوتها العاملة المؤهلة والأسواق والقرب الجغرافي.
وصف العلاقات بين تركيا ومصر بأنها ممتازة، مشيرًا إلى أن الدولتين قد تكون لهما توجهات ووجهات نظر مختلفة حول القضايا الإقليمية، وهذا أمر طبيعي، حيث لا توجد منافسة بين البلدين، وإذا وُجدت، فهي منافسة بناءة قد تظهر عندما تعمل شركات المقاولات من البلدين معًا في مختلف الدول في أفريقيا وآسيا.
وأكد أن العلاقات مبنية على الثقة المتبادلة والرضا، حيث يتابع السفير صالح موطلو شن عن كثب مبادرات التنمية والتقدم في مصر، ويعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الرئيس الوحيد في تاريخ مصر الحديث الذي يولي أهمية كبيرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.