وزير الاتصالات: كيف غيّرت تكنولوجيا الاتصالات عالمنا خلال العقدين الماضيين؟

ألقى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كلمة خلال احتفالية إطلاق الهاتف المحمول في مصر رسميا، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، ومحافظ الجيزة، وكذلك عدد من الوزراء السابقين للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومجموعة من كبار المسئولين، ومسئولي الأجهزة المختصة بقطاع الاتصالات في مصر، ورؤساء وممثلي شركات المحمول في مصر.

وزير الاتصالات: كيف غيّرت تكنولوجيا الاتصالات عالمنا خلال العقدين الماضيين؟
وزير الاتصالات: كيف غيّرت تكنولوجيا الاتصالات عالمنا خلال العقدين الماضيين؟

.

استهل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كلمته بالترحيب برئيس مجلس الوزراء، والسادة الوزراء، وأبناء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، خلال حفل إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر، وقال: ربما ونحن في حضرة الأهرامات، هذا الرمز الخالد للتقدم الإنساني، يسوغ لي أن أدعوكم لتأمل مسيرة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، فعلى الرغم من أن هذا القطاع يبدو شابا فتيا، إلا أن جذوره تمتد لأكثر من مائة وسبعين عاما، حينما تطور التواصل الإنساني إلى تقنية البرق، أو ما نعرفه بالتلغراف، حيث تأسست الشركة الشرقية للتلغراف في عام 1854، وأطلق أول خط للتلغراف بين القاهرة والإسكندرية.

واصل الدكتور عمرو طلعت حديثه عن مسيرة قطاع الاتصالات بالإشارة إلى إنشاء أول خط للتليفون في مصر عام 1881، مما يدل على أن مصر كانت ولا تزال سباقة في تبني التطورات التكنولوجية العالمية المتعاقبة، مشيرا إلى أنه عند تأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات في منتصف القرن التاسع عشر، كانت مصر واحدة من خمس وعشرين دولة رائدة على مستوى العالم، والأولى عربيا وأفريقيا في الانضمام لهذا الاتحاد، حيث ساهمت في تنظيم خدمات الاتصالات ووضع أطرها التنظيمية.

إطلاق خدمات الجيل الخامس للهاتف المحمول في مصر

في الوقت نفسه، أشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى أنه منذ تأسيس الوزارة قبل أكثر من ربع قرن، تسارعت جهود تطوير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث أطلقت وزارة الاتصالات، بالتعاون مع شركات المحمول في مصر، أجيالا متعاقبة من خدمات الاتصالات وصولا إلى الجيل الخامس اليوم.

وقال وزير الاتصالات: اليوم ونحن نخطو بثبات نحو إطلاق جيل جديد من خدمات الاتصالات، نقر أن تقنيات الجيل الخامس لا تتعلق بالسرعة فحسب، بل تمثل خطوة وثابة نحو باقة جديدة من القدرات التقنية، التي تفتح آفاقا جديدة في مجالات الصحة، والزراعة، والنقل، والصناعة، وغيرها، وهذه التطبيقات ليست مجرد طموحات مستقبلية، بل أضحت واقعا ملموسا تشهده دول العالم اليوم، ومصر حريصة على الاستفادة منها؛ فقد استهلينا عام 2024 بمنح أول ترخيص لتكنولوجيا الجيل الخامس، الذي شهد مراسمه رئيس مجلس الوزراء، ولم ينته العام إلا وكانت باقي تراخيص الجيل الخامس قد منحت لكافة الشركات المشغلة لخدمات المحمول في مصر

وأضاف وزير الاتصالات: يتجلى ذلك في معدلات استخدام خدمات الاتصالات، حيث بلغت الاشتراكات مائة وعشرين مليونا في عام 2024، وزادت معدلات استخدام الإنترنت المحمول بنسبة تجاوزت العشرة بالمائة في عام واحد فقط، مقارنة بالمعدل العالمي الذي بلغ ما يقرب من اثنين ونصف بالمائة، كذلك أطلقت الشرائح المدمجة (eSIM) على مستوى الجمهورية، وأطلقت خدمات الاتصال عبر الإنترنت الثابت (WiFi Calling)، لتحسين جودة الاتصال الصوتي داخل المباني، دون أي أعباء إضافية على المواطن، كما استكملنا جهودنا بالتعاون مع الشركات لتغطية الطرق والمحاور الرئيسية مكتملة البناء في جميع أنحاء الجمهورية.

تطرق الدكتور عمرو طلعت للحديث عن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتطوير الريف المصري، فقال: انطلاقا من إيمان الدولة بضرورة إتاحة خدمات الاتصالات للجميع، والتزاما بسد الفجوة الرقمية، أتى التزام الحكومة بتطوير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، في إقرار سياسي واع بأن النفاذ لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في القرن الحادي والعشرين أصبح حقا لكل مواطن شأنه شأن سائر المرافق الأساسية كالماء النقي

وأضاف الوزير: تجسيدا لهذه الرؤية، تلتزم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باستثمارات ضخمة بالتعاون مع شركات المحمول الأربع لتطوير البنية التحتية التكنولوجية في جميع القرى المصرية، من خلال المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، ترسيخا لدعائم العدالة الرقمية؛ حيث تتحمل الدولة الاستثمارات في مشروعات مد كابلات الألياف الضوئية، وتتشارك مع مشغلي المحمول في كلفة بناء محطات المحمول في أكثر من أربعة آلاف قرية، بواقع تسعة ملايين وحدة سكنية، باستثمارات تقارب التسعة مليار جنيه لتحسين تغطية خدمات المحمول، ونمضي بخطى ثابتة، تستكمل فصولها تباعا، لتصل خدمات الاتصالات عالية الكفاءة لكل أرجاء الجمهورية.

ثم تحدث وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن إطلاق رخص الجيل الخامس في مصر، قائلا: لم يكن أبدا هذا الإطلاق خطوة تقنية تكتيكية، بل هو طريق طويل تضافرت خلاله جهود دؤوبة وتلاحمت عزائم صلبة لا تعمل إلا لخير هذا البلد، ولا تسعى إلا لرفعة هذا القطاع.