قبل 58 عامًا، وفي مثل هذا اليوم 5 يونيو، اجتمع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع الرئيس السوري آنذاك نور الدين الأتاسي في قصر القبة، حيث كشفت وثيقة سرية للغاية نُشرت على موقع أرشيف الرئيس الراحل تفاصيل هذا الاجتماع، إذ تناول عبد الناصر ما حدث أثناء عدوان 5 يونيو، ومقارنة وضع إسرائيل بالعرب، وموقف الروس، وكذلك ما يتعلق بالمستقبل.

اقرأ كمان: تحذيرات من مسؤولين إسرائيليين حول سيناريو مقلق في غزة يثير القلق الدولي
جمال عبد الناصر: هذا ما جرى في نكسة 67
استعرض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تفاصيل ما حدث في صباح يوم الاثنين، حيث قال: “كنا قد وضعنا خططنا بناءً على احتمال حدوث هجوم على سوريا، وكنّا سنرد على الفور، لكن في يوم الإثنين، الساعة 9 صباحًا، تعرضت جميع المطارات للقصف، ورغم امتلاكنا لأجهزة رادار ودفاع جوي، إلا أن غياب المظلة الجوية في ذلك اليوم جعل الطائرات الإسرائيلية تضرب، وتلقينا اتصالات تخبرنا بأن جميع المطارات تتعرض للقصف”.
وأضاف عبد الناصر أن اليوم الأول من القصف استهدف المدافع والدبابات، حيث عمدت إسرائيل إلى قصف جميع المطارات ما عدا مطار أسوان لعدم وجود أي طائرات فيه، وفي اليوم التالي، كان قرار الانسحاب حتميًا، مما أدى إلى حدوث اضطرابات وفقدان السيطرة، حيث كان الجو بالكامل تحت سيطرة العدو.
الغطاء الجوي والدعم الدولي لإسرائيل
أشار جمال عبد الناصر في تلك الوثيقة إلى الدعم الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل قبل العدوان، موضحًا: “كان واضحًا أن الأمر مدبّر، حيث حصلوا على طائرات مستير من فرنسا، بالإضافة إلى طائرات من الدنمارك وهولندا التي جاءت من حلف الأطلنطي، كما قدمت لهم أمريكا كل المعونة الفنية والمعدات التي لا تتوفر إلا لديهم ولدى الروس”.
توحيد الموقف العربي
كان لأثر الصدمة تأثير بالغ على جمال عبد الناصر، حيث وصف ذلك بقوله: “كانت العملية مريرة جدًا بالنسبة لي، يوم الجمعة بالليل – 9 يونيو – فقد تكبدنا خسائر فادحة نتيجة إغلاق القناة، بلغت 9 مليون جنيه شهريًا، وكنا مستعدين للتقشف، لكن القناة لن تفتح إلا بعد الانسحاب، والشعور بالشماتة فينا لا ينتهي”.
توحيد الموقف العربي كان أحد المحاور التي خطط لها عبد الناصر بعد العدوان، لاستعادة الأراضي وتجاوز النكسة، حيث أشار خلال حديثه إلى أنه “لا يوجد حل سياسي في الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، لذا يجب الضغط على الدول العربية، فنحن كدول عربية لدينا عمق واحتياطات، بينما إسرائيل تفتقر لذلك، ويجب تعبئة الدول العربية للعمل، يجب أن نجمع الأمة العربية كلها، كل عسكري ودبابة وبندقية، ومن يريد أن يرسل، فليرسل، فقد جاءت قوة من ليبيا بمفردها”.
التحالفات الدولية وموقف الروس
كانت خطة جمال عبد الناصر لاستعادة التوازن ضد إسرائيل ومن خلفها أمريكا، تعتمد على الحصول على دعم الاتحاد السوفيتي، مؤكدًا عدم القدرة على مواجهة إسرائيل بمفردهم، حيث قال: “هل نستطيع محاربة أمريكا وحدنا؟ لا، يجب أن نجر الروس بأي وسيلة: اتفاق، إقناع، أو أي وسيلة أخرى”.
وأوضح ناصر نظريته في ضرورة الحصول على دعم روسي قوي بقوله: “نحن أمام حلين، إما أن نتفق مع الأمريكان أو الروس، لكن بمفردنا لن نتمكن من ذلك، فسياسة عدم الانحياز لم تعد مجدية، بالنسبة لنا، البديل الوحيد هو الروس لحمايتنا”.
ممكن يعجبك: إطلاق نار من الأمن على مجهول بالقرب من مقر المخابرات المركزية الأمريكية