نحو الأمل في نهاية الطريق المسدود

لطالما كانت فكرة “إلف النعم” تشغلني، فكلنا نواجه زحام الحياة والالتزامات التي تجعلنا نغفل عن التمعن في تلك النعم -غير الاعتيادية- وننسى أهميتها، أحب فكرة أن كل شيء ننتقده يوميًا ونشير إلى سلبياته، لا يزال يحمل بعض الإيجابيات التي تسهّل علينا الكثير من أمور حياتنا، مثل السوشيال ميديا، التي تُعتبر من أعظم الاختراعات التي يمكن وصفها بأنها “سلاح ذو حدين”، بعيدًا عن سلبياتها ومخاطرها، إلا أنها كانت السبب في معرفتي الملهمة “نور العتيبي”، المحاربة الصامدة، والنموذج الحي الذي يثبت أنه لا يوجد عوائق أمام الحالم.

نحو الأمل في نهاية الطريق المسدود
نحو الأمل في نهاية الطريق المسدود

أصرّيت على التواصل مع نور العتيبي، الكاتبة الأردنية ومحاربة السرطان الصامدة، من خلال أحد الأصدقاء -شاكرة له-، وكان لها تأثير كبير عليّ، حيث أدركت أن جميع المشكلات التي نعتقد أننا نعاني منها ما هي إلا أشياء يمكن تخطيها بسهولة، مقارنةً بما واجهته في طفولتها، ورغم ذلك لم تتاجر بمعاناتها كما يفعل الكثيرون.

تعرّضت نور للسرطان وهي طفلة في سنواتها الأولى، واضطرت لبتر ساقها وتركيب طرف صناعي، والذي أصبح جزءًا من حياتها، ما لفت انتباهي هو أنها قضت فترة قبل تركيب الطرف الصناعي بلا ساق، ولكنها تعايشت مع هذا الوضع، واستطاعت التغلب عليه، راسمةً مستقبلها الذي اختارت المحاربة من أجله.

نلتقي يوميًا بقصص إنسانية ملهمة، ونتفاعل معها، لكن في حالة نور، لم أستطع التفاعل بمشاعري فقط، بل وقفت متأملةً كيف أننا نصغر أمام التحديات، فشكة من دبوس قد تؤلمنا ونتركها تهزمنا بسهولة، أصبحنا نستسهل دور الضحية بل ونستمتع به، نعيش محاطين بنعم الله -سبحانه وتعالى- وندّعي أننا نشعر بقيمتها، ولكن مع أول حفرة صغيرة نقع فيها، ننسى تلك النعم ونرفع شعار “لقد هزمتنا ابتلاءاتنا”.

سألت نور عن كيفية تخطيها لهذه الأزمة التي لا تراها كابتلاء حاليًا -وهذا ما أدهشني بشدة-، فأجابت بأنها ليست ملاكًا، وبالطبع تأثرت بهذا الأمر، لكنها أدركت أنه طالما اختار الله لها العيش في هذه الظروف، فهي بالتأكيد قادرة على تخطيها، ولكن كيف؟ أكدت أن لديها العديد من وسائل التعافي والتغلب على الابتلاء، لكنّها لخصت كل ذلك في: “كانت الكتابة وكتبي الثلاثة جليسي وونيسي في كل زمان ومكان”، فكان طريقها مسدودًا، لكنها استطاعت أن تجعل في آخره “نور”.