العربية نت_ تستعد الشركات البريطانية الكبرى لاحتمالية حدوث مواجهة عسكرية كبيرة أو حتى حرب عالمية ثالثة، وذلك في ظل تصاعد التهديدات التي تواجه القارة الأوروبية نتيجة الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.

شوف كمان: توقعات البنك الأفريقي للتنمية: الاقتصاد المصري سينمو بنسبة 4.8% في 2026
وكشف تقرير نشرته جريدة ““، واطلعت عليه “العربية Business”، أن الشركات البريطانية الكبرى بدأت بشكل ملحوظ في طلب المشورة حول كيفية التعامل مع الوضع في حال دخول بريطانيا في حرب، أو في حال اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وذكر جاستن كرامب، قائد الدبابات السابق في الجيش البريطاني والذي يدير حالياً شركة “سيبيلين” للاستشارات الاستخباراتية والأمنية، أن عملاءه يتنوعون بين سلسلة متاجر بريطانية كبرى وعمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون.
وتشير “ديلي تلغراف” إلى أن مهمة هذه الشركة تقتصر على تقديم المشورة للشركات الكبرى حول كيفية الاستجابة للأزمات، ومع تصاعد التوترات، أصبح عدد متزايد من الرؤساء التنفيذيين يسعون للحصول على نصائح سريعة.
وبحسب الصحيفة، فإن جميع هؤلاء المدراء يعملون على وضع خطط لضمان استمرار العمل في زمن الحرب، حيث كان كرامب صريحاً بشأن دوافعهم، قائلاً: “قد يكون الصراع العالمي على بُعد عامين فقط”
ويضيف: “نحن نعيش في عالم أكثر خطورة وتقلباً مما شهدناه منذ الحرب العالمية الثانية”
ويتابع: “هناك العديد من الأزمات المحتملة التي يمكن أن تشتعل، ويجب أن يكون الرؤساء التنفيذيين مستعدين، لأنهم يعتقدون أن سيناريو الحرب هو أمر واقعي، ويريدون التأكد من أن أعمالهم قادرة على التكيف مع هذه الظروف”
ويستعرض كرامب مجموعة من القضايا الدولية الملتهبة التي قد تؤدي إلى إشعال فتيل الحرب العالمية المقبلة، بدءاً من الطموحات النووية الإيرانية، إلى التهديدات الصينية لتايوان، بالإضافة إلى مخططات فلاديمير بوتين لفرض نفوذ روسي في أوكرانيا وما حولها، فضلاً عن التحديات التي يطرحها دونالد ترامب على النظام الدولي القائم منذ الأربعينيات.
وفي ظل هذه الأزمات، يؤكد كرامب أن التخطيط للحرب هو أمر منطقي وليس مثيراً للذعر.
ويضيف: “أسوأ السيناريوهات هو أن تتداخل جميع هذه الأزمات في عام 2027، حيث ستُجرى انتخابات التجديد النصفي الأميركية في بداية ذلك العام، وسيتسبب ذلك في انزعاج الكثير من الناس، كما أن الاضطرابات الاقتصادية الحالية ستؤثر على النظام بأكمله، لذا سنشعر بآثار ذلك”
ويشير إلى أن بوتين وشي جين بينغ، رئيس الصين، يدركان تماماً هذا الوضع، وقد يقرران التحرك قبل أن تعيد الولايات المتحدة وأوروبا تسليحهما بشكل كامل بحلول عام 2030، حيث يشعران بأن الوقت ينفد.
كما يلفت إلى التدريبات العسكرية الكبرى التي ستجريها بريطانيا وحلف الناتو في عام 2027، حيث تسعى القوات الأميركية لتحقيق جاهزية عالية بحلول هذا العام.
مقال مقترح: صندوق الإسكان ينبه المواطنين بعدم دفع أي مبالغ للمستعلمين عن شقق سكن لكل المصريين
وفي عام 2020، أنشأت الحكومة البريطانية لجنة التأهب الوطنية لضمان استعداد البلاد بشكل أفضل لمواجهة مختلف التحديات مثل الفيضانات، وانقطاع التيار الكهربائي، والهجمات الإلكترونية، والحروب.
وحثت الحكومة العائلات على تخزين ما يكفي من الطعام والماء لمدة ثلاثة أيام على الأقل، بالإضافة إلى مستلزمات أساسية أخرى مثل مصباح يدوي، وبنك طاقة محمول، وجهاز راديو محمول، وبطاريات احتياطية، ومعقم لليدين، ومجموعة أدوات إسعافات أولية.
وتشير جريدة “ديلي تلغراف” إلى أن بريطانيا تستعد سراً لهجوم عسكري محتمل من روسيا، وسط مخاوف من عدم استعدادها للحرب، حيث طُلب من المسؤولين تحديث خطط الطوارئ القديمة التي مضى عليها 20 عاماً، والتي تهدف إلى وضع البلاد في حالة تأهب بعد تهديدات الكرملين بشن هجوم، ويقول كرامب إن كل هذا دفع الشركات الكبرى إلى استنتاج أن الأزمة الدائمة هي الوضع الطبيعي الجديد.