اقتصاد

ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد التوترات الإقليمية وعيار 21 يصل إلى 4870 جنيها

شاهندة إبراهيم_ شهدت أسعار الذهب اليوم السبت ارتفاعًا ملحوظًا في السوق المحلية، حيث زادت قيمتها بمقدار 30 جنيها، ليصل عيار 21 إلى 4870 جنيها، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 38 ألف و960 جنيها.

هذا الارتفاع جاء في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، مما أعاد الزخم إلى الذهب كملاذ آمن في مواجهة المخاطر الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية العالمية، ويحدث ذلك بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصة العالمية، وقد قفزت أسعار الأوقية بنسبة 3.6% خلال أسبوع التداول المنتهي أمس، لتسجل أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة».

أشار سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتجارة الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إلى أن الأوقية في البورصة العالمية شهدت ارتفاعًا بنحو 120 دولارًا، لتصل إلى 3430 دولارًا خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء أمس.

كما أوضح إمبابي أن عيار 24 سجل 5566 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 حوالي 4174 جنيهًا، وسجل عيار 14 نحو 3247 جنيهًا.

تجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب ارتفعت في السوق المحلية بمقدار 110 جنيهات خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث بدأ عيار 21 عند مستوى 4730 جنيهًا، وانتهت التعاملات حول 4840 جنيهًا.

في الوقت نفسه، ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بقيمة 47 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند 3383 دولارًا، واختتمت عند 3430 دولارًا.

وأوضح إمبابي أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية أدت إلى موجة بيع في أسواق الأسهم العالمية، مما دفع بأسعار النفط للارتفاع بشكل حاد، وهذا الأمر زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن، لترتفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ ذروتها التاريخية في 22 أبريل عند 3500 دولار للأوقية.

وأشار إلى أن المعدن الأصفر تجاوز حاجز 3440 دولارًا، محققًا بذلك أعلى إغلاق أسبوعي في تاريخه، متفوقًا على الدولار الأمريكي الذي فقد زخمه التقليدي كأصل آمن.

أضاف إمبابي أن التراجع المفاجئ في أداء الدولار يعكس ضعف الثقة بالاقتصاد الأمريكي في ظل الظروف الراهنة، فقد كان الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية ملاذًا تقليديًا للمستثمرين عند تصاعد المخاطر، ولكن المشهد الحالي يشير إلى تحول في الأولويات، حيث أصبح الذهب يتمتع بجاذبية متزايدة كأكثر الأصول أمانًا واستقرارًا، وفي عالم تزداد فيه التقلبات، لم يعد الذهب يُنظر إليه فقط كتحوط ضد التضخم، بل أصبح يمثل ملاذًا من نظام اقتصادي عالمي غير مستقر.

وعلى صعيد البيانات الاقتصادية الأمريكية، أظهرت مؤشرات أسعار المستهلكين والمنتجين لشهر مايو استمرار تباطؤ التضخم، مما عزز التوقعات بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في الاجتماعات المقبلة.

ترقب الأسواق هذا الأسبوع نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي حول السياسة النقدية، في يومي 17 و 18 يونيو الجاري، بالإضافة إلى صدور بيانات اقتصادية محورية قد تسهم في رسم مسار الذهب خلال الفترة المقبلة.

ورغم تراجع وتيرة التضخم، فإن ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 6% نتيجة تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، أثار مخاوف من موجة تضخمية جديدة، لا سيما في أسعار الوقود، مما قد يعيد الضغط على توجهات البنوك المركزية.

في هذا السياق، جدّدت مؤسسة «جولدمان ساكس» توقعاتها بأن يصل الذهب إلى 3700 دولار بحلول نهاية عام 2025، و4000 دولار في منتصف عام 2026، وهو السيناريو ذاته الذي تبنّاه «بنك أوف أميركا» متوقعًا وصول الذهب إلى نفس المستوى خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة.

من جهة أخرى، أظهر التقرير السنوي للبنك المركزي الأوروبي الصادر الأربعاء أن احتياطيات البنوك المركزية من الذهب بلغت 36 ألف طن، وهو مستوى قريب من أعلى مستوياته منذ نظام بريتون وودز، مما يشير إلى أن وتيرة شراء الذهب من قبل البنوك المركزية ما تزال مرتفعة هذا العام، وهو ما يُبقي أسعار الذهب مدعومة على المدى القريب وسط هذا الطلب المؤسسي المتزايد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى