اقتصاد

شركات الشحن تتجنب عبور مضيق هرمز بسبب تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران

العربية نت _ اختار بعض مالكي السفن تجنب مضيق هرمز، الذي يُعتبر ممراً حيوياً يعبر من خلاله خُمس صادرات النفط العالمي، ما يعكس القلق المتزايد في القطاع، خاصة مع تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني، وذلك وفقاً لأكبر اتحاد شحن في العالم.

جاء هذا بعد المفاجأة التي حدثت على البنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية يوم الجمعة، والتي أعقبت أربعة أيام من تصاعد الحرب بين الخصمين الإقليميين.

هذا الوضع دفع مالكي السفن إلى توخي مزيد من الحذر في كل من البحر الأحمر ومضيق هرمز.

وقال رئيس قسم الأمن في شركة بيمكو، جاكوب لارسن، إن الصراع الإسرائيلي الإيراني يبدو في تصاعد مستمر، مما يثير مخاوف مجتمع مالكي السفن ويؤدي إلى انخفاض طفيف في عدد السفن التي تبحر عبر المنطقة.

أضافت بيمكو، التي عادة لا تشجع على الابتعاد عن مناطق معينة، أن الوضع الحالي قد أثار حالة من عدم اليقين.

وأشار لارسن لشبكة “CNBC” إلى أن الظروف ومستوى تحمل المخاطر يختلفان بشكل كبير بين مالكي السفن، حيث يبدو أن معظمهم يختار الاستمرار، بينما يتجنب البعض الآخر المرور عبر المنطقة.

كما ذكر: خلال فترات تصاعد التهديدات الأمنية، غالباً ما ترتفع أسعار الشحن وأجور الطاقم، مما يخلق حافزاً اقتصادياً للبعض للمخاطرة بالمرور عبر مناطق الصراع، ورغم أن هذه الديناميكيات قد تبدو بدائية، إلا أنها الآليات التي دعمت التجارة العالمية خلال الصراعات والحروب لقرون

يُعتبر مضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب، من أهم ممرات النفط في العالم.

في عام 2023، بلغ متوسط تدفق النفط عبر هذا الممر المائي 20.9 مليون برميل يومياً، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، مما يمثل حوالي 20% من الاستهلاك العالمي للسوائل البترولية.

إن عدم قدرة النفط على عبور مضيق هرمز، حتى ولو لفترة قصيرة، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، وزيادة تكاليف الشحن، وتأخير كبير في التوريد.

إلى جانب النفط، يُعتبر مضيق هرمز أيضاً محوراً رئيسياً لتجارة الحاويات العالمية، حيث تمثل موانئ هذه المنطقة (جبل علي وخورفكان) مراكز لإعادة الشحن، مما يعني أنها نقاط وسيطة في شبكات الشحن العالمية.

تتجه معظم أحجام البضائع من هذه الموانئ إلى دبي، التي أصبحت مركزاً رئيسياً لحركة البضائع مع خدمات التغذية في الخليج العربي وجنوب آسيا وشرق إفريقيا.

قال نائب رئيس قسم النقل البحري والتجارة في شركة “ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس”، بيتر تيرشويل، إن هناك مؤشرات على أن شركات الشحن بدأت تتجنب المرور عبر مضيق هرمز في الأيام الأخيرة، دون ذكر أسماء شركات معينة.

أضاف تيرشويل: يمكن رؤية تأثير المتمردين الحوثيين على الشحن عبر البحر الأحمر، فرغم قلة الهجمات الأخيرة على الشحن في تلك المنطقة، إلا أن التهديد دفع الغالبية العظمى من تجارة الحاويات إلى التنقل حول جنوب إفريقيا، وهذا ما يحدث منذ العام الماضي

وأشار إلى أن شركات النقل البحري لا تخطط للعودة بأعداد كبيرة إلى البحر الأحمر، وبالتالي فإن مجرد التهديد بنشاط عسكري حول ممر بحري ضيق ومهم مثل مضيق هرمز سيكون كافياً لتعطيل الشحن بشكل كبير.

ارتفعت أسعار الشحن بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران الأسبوع الماضي، حيث أظهرت بيانات نشرتها شركة التحليلات “كبلر” يوم الاثنين ارتفاع أسعار شحن ناقلات النفط الخام من منطقة الخليج العربي إلى الصين بنسبة 24% يوم الجمعة، لتصل إلى 1.67 دولار للبرميل.

يعكس هذا الارتفاع في أسعار شحن ناقلات النفط الخام العملاقة (VLCC) أكبر حركة يومية منذ بداية العام، رغم أنها جاءت بعد فترة ركود نسبي في يونيو، مما يؤكد مستوى المخاطر المتوقعة في المنطقة.

ويتوقع محللون في “كبلر” ارتفاع أسعار الشحن بشكل أكبر نظراً لاستمرار حالة عدم الاستقرار الشديد، على الرغم من بقاء علاوة مخاطر الحرب البحرية دون تغيير في الوقت الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى