اقتصاد

إغلاق إيران لمضيق هرمز يثير صدمة اقتصادية عالمية. ماذا يعني هذا التطور؟

في خطوة تصعيدية بارزة، وافق البرلمان الإيراني رسميًا اليوم الأحد على إغلاق مضيق هرمز، مما يعكس اقتراب العالم من حالة من القلق التي تسود منذ بدء النزاع بين إيران وإسرائيل، حيث يعتبر هذا المضيق من أهم الممرات البحرية العالمية لتجارة النفط، إذ يمر عبره حوالي 20% من صادرات الخام عالميًا، مما ينذر بصدمة اقتصادية قد تؤثر على السوق العالمية.

جاء هذا القرار بعد أن شنت الولايات المتحدة غارات جوية على ثلاث منشآت نووية إيرانية، شملت فوردو ونطنز وأصفهان، وقد وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الضربات بأنها ناجحة ودقيقة.

تداعيات إغلاق مضيق هرمز

حذر الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول والطاقة، من الآثار السلبية المحتملة لإغلاق المضيق، مؤكدًا أنه في حال استمر الإغلاق لفترة طويلة، فإن أسعار النفط قد ترتفع بشكل غير مسبوق.

وأضاف أبو العلا في حديثه لـ”لمصراوي” أن إغلاق مضيق هرمز قد يدفع بأسعار النفط إلى مستويات قد تصل إلى 250 دولارًا للبرميل، نظرًا لتأثيره الكبير على السوق العالمية، حيث يمر من خلاله نحو 20% من الإمدادات العالمية.

أزمة عالمية في الغاز.. وليس النفط فقط

يرى المهندس حسام عرفات، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن مضيق هرمز يعد شريانًا حيويًا لتدفقات الطاقة من دول الخليج، وخاصة من قطر والإمارات والبحرين، حيث تمر من خلاله أكثر من خمس الإمدادات العالمية من المواد البترولية.

وأضاف عرفات لـ”لمصراوي” أن التأثير لن يقتصر فقط على النفط، بل سيمتد إلى الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن الغاز يعد مصدرًا أساسيًا للطاقة في أوروبا والعالم، ويستخدم بشكل واسع في مجالات الصناعة والتدفئة والنقل.

وأوضح عرفات أنه رغم وجود بدائل للنفط مثل الإنتاج الأمريكي أو الفنزويلي، إلا أن الغاز الطبيعي لا يزال تحت سيطرة منتجين رئيسيين في الخليج، وعلى رأسهم قطر، التي تمتلك أكبر حقل غاز في العالم، مما يجعل التأثير العالمي أكثر عمقًا وخطورة.

دول آسيوية كبرى في مرمى الأزمة

قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن تداعيات إغلاق المضيق قد تشمل دولًا كبرى في آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند والصين، التي تعتمد بشكل كبير على إمدادات النفط والغاز عبر هذا الممر.

وأشار في حديثه مع “مصراوي” إلى أن تعطيل الملاحة عبر المضيق قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية واسعة، تشمل نقصًا حادًا في الطاقة، وانقطاعات محتملة في الكهرباء في هذه الدول، مما قد يستدعي تشكيل تكتل عسكري لإعادة فتح المضيق وتأمين خطوط الملاحة الحيوية.

وأضاف أن نحو 30% من الإمدادات العالمية من الطاقة قد تتأثر بشكل مباشر إذا تعطلت حركة الشحن، مشيرًا إلى أن اليابان تستورد حوالي 45% من احتياجاتها من النفط والغاز عبر مضيق هرمز، بالإضافة إلى اعتماد مماثل لدى كل من الهند وكوريا الجنوبية.

كما أشار إلى أن استمرار التصعيد قد يزيد من الضغوط على السوق العالمية، وقد يدفع أسعار النفط إلى مستويات تتجاوز 85 دولارًا للبرميل خلال فترة قصيرة، إذا استمرت حالة القلق بشأن أمن الإمدادات.

ماذا نعرف عن مضيق هرمز؟

يربط مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، ويعتبر أضيق ممر مائي استراتيجي في العالم، بعرض يصل إلى 50 كيلومترًا عند المدخل والمخرج، بينما لا يتجاوز 40 كيلومترًا في أضيق نقطة.

ويعتبر الجزء الأوسط من المضيق هو الممر الآمن والعميق الذي تمر عبره ناقلات النفط والسفن الكبرى، وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن نحو 20 مليون برميل من النفط مرت يوميًا عبر المضيق خلال النصف الأول من عام 2023، بقيمة تجارة تقدر بنحو 600 مليار دولار سنويًا.

أي خلل في حركة الملاحة بالمضيق قد يؤدي إلى تأخيرات كبيرة في توصيل النفط عالميًا، مما ينعكس مباشرة على الأسعار، ويهدد استقرار السوق العالمي للطاقة.

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى