اقتصاد

في ظل قلق المستثمرين، تثير توترات مضيق هرمز حماس سوق الذهب لهذه الأسباب

سوق الذهب، أثار إغلاق مضيق هرمز موجة من القلق في الأسواق العالمية، وكان الذهب من أولى الأدوات المالية التي تفاعلت مع هذا التوتر، إذ شهدت أسعاره قفزات ملحوظة على مستوى العالم مع تزايد الطلب عليه باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية والمخاطر الاقتصادية المحتملة، فالمستثمرون يتجهون إلى الذهب فورًا عند كل تهديد ينعكس على إمدادات النفط أو حركة التجارة الدولية، خاصة إذا كان مرتبطًا بممر مائي استراتيجي مثل مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي خمس صادرات النفط العالمية.

من جانبها، قالت الدكتورة هدى المنشاوى، خبيرة أسواق المال، إن الذهب عالميًا بدأ في التحرك صعودًا بمجرد تداول خبر قرار البرلمان الإيراني، إذ يرى المستثمرون أن أي تصعيد قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية أو اضطرابات في سوق الطاقة، ما سيضغط على العملات الرئيسية مثل الدولار، ويزيد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، الأمر الذي يدفع البنوك المركزية والمؤسسات الكبرى نحو زيادة حيازاتها من الذهب حفاظًا على قيم أصولها، ومع ارتفاع الأسعار عالميًا، بدأت تلك المؤسسات في تعديل توقعاتها بشأن السياسات النقدية، وظهرت مخاوف من أن تلجأ بعض الدول إلى تقليص وتيرة رفع أسعار الفائدة بسبب التوترات المتوقعة، وهو ما يزيد من جاذبية الذهب كأداة تحوط استثماري.

انعكاس التطورات العالمية على سوق الذهب في مصر

وأضافت: أما على الصعيد المحلي في مصر، فقد انعكست هذه التطورات العالمية بشكل سريع على سوق الذهب، حيث ارتفعت أسعار الذهب مدفوعة بعاملين أساسيين، الأول هو الزيادة العالمية في السعر، والثاني هو الضغط المتجدد على الجنيه المصري نتيجة مخاوف من ارتفاع فاتورة استيراد النفط وتأثيرها على الميزان التجاري وسعر الصرف، فالتجار والمستهلكون في مصر يتابعون مثل هذه الأحداث باهتمام شديد لأنها تؤثر مباشرة على الأسعار اليومية للذهب سواء في صورة جنيهات أو سبائك أو مشغولات ذهبية.

إقبال متفاوت على محلات الذهب

وأردفت: بالتوازي مع هذه الارتفاعات، شهدت محال الذهب إقبالًا متفاوتًا، حيث فضل البعض البيع لجني أرباح سريعة بينما سارع آخرون إلى الشراء تحسبًا لموجة جديدة من الصعود، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات على التهدئة الإقليمية القريبة، مما يجعل الذهب خيارًا آمنًا حتى في ظل الأسعار المرتفعة نسبيًا.

قرار البرلمان الإيراني لا يقتصر على الجانب السياسي

وتابعت المنشاوى قائلة: في النهاية، إن تأثير قرار البرلمان الإيراني لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يمتد إلى أدوات الاستثمار والملاذات الآمنة مثل الذهب، الذي سيظل مرآة لحالة القلق والاضطراب في المنطقة، ومع كل تصعيد محتمل، سيظل الذهب أول من يتلقى نبض الخوف من الأسواق، ليترجم ذلك إلى صعود حاد في أسعاره عالميًا ومحليًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى