
شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث هبطت إلى أدنى مستوياتها خلال أسبوعين بعد أن وافقت إسرائيل على المبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار مع إيران، مما ساهم في تخفيف المخاوف بشأن تعطل إمدادات النفط في منطقة الشرق الأوسط، التي تُعتبر واحدة من أكبر مصادر الطاقة عالميًا، وهذا ما ينعكس إيجابًا على انخفاض الأسعار في الفترة المقبلة بحسب ما صرح به خبراء اقتصاديون لـ “مصراوي”.
التهدئة أنهت أسباب صعود النفط
أوضح أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، لـ “مصراوي”، أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران قد أسهم في إزالة السبب الرئيسي الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، وهذا ما دفع السوق إلى التراجع فور الإعلان عن الهدنة.
مواضيع مشابهة: يسرنا أن نعلن عن كجوك تطبيق الحزمة الأولى لتسهيلات الضريبة العقارية بالربع الأول من العام المالي المقبل
كما أشار إلى أن برميل النفط الذي وصل إلى 78 دولارًا خلال فترة التصعيد قد فقد نحو 10 دولارات بعد إعلان التهدئة.
وتوقع معطي أن الأسعار قد تتجه نحو مزيد من التراجع خلال الفترة المقبلة، وربما تقترب من مستوى 60 دولارًا للبرميل.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى خفض أسعار النفط بشكل مدروس، حيث أن استمرار الأسعار المرتفعة يصب في مصلحة خصوم الولايات المتحدة من الدول المنتجة، مثل إيران التي تُعد من أكبر منتجي النفط، بينما يؤثر سلبًا على الصناعة الأمريكية المعتمدة على الطاقة.
وأكد معطي أن “أسعار النفط المرتفعة تعرقل خطط التصنيع الأمريكية، لذا طلبت إدارة ترامب من الشركات النفطية زيادة الإنتاج للضغط على الأسعار نحو الهبوط”.
وأشار معطي إلى أن الولايات المتحدة تمتلك مخزونات استراتيجية تصل إلى 400 مليون برميل، وغالبًا ما تلجأ إلى سحبها للسيطرة على الأسعار وكبح جماح التضخم وتحفيز عجلة التصنيع.
وأكد أن هذه الأسباب هي ما ستدعم انخفاض أسعار برميل النفط من المستويات التي وصلت إليها أثناء الصراع بين إيران وإسرائيل.
الأسعار في مرحلة جني الأرباح
قال وائل النحاس، المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال، لـ “مصراوي”، إن الهبوط الأخير في الأسعار يعكس تصحيحًا في الأسواق الآجلة، مشيرًا إلى أن معظم التعاملات الحالية تعتمد على المضاربات وليست على البيع الفعلي.
وأضاف أن تراجع الأسعار إلى مستويات منتصف 60 دولارًا يُعتبر مرحلة لجني الأرباح، مؤكدًا أنه من المتوقع أن تعاود الأسعار الارتفاع مجددًا إلى مستوى 70 دولارًا مع عودة الطلب الفعلي.
وأكد النحاس أن الوصول إلى سعر يتراوح بين 70 و80 دولارًا للبرميل يمثل سعر توازني يرضي جميع الأطراف، سواء الدول المنتجة أو المستثمرين أو شركات النفط العاملة على الأراضي الأمريكية، التي لن تكون قادرة على تحمل مستويات أقل من 67 دولارًا بسبب التغيرات الضريبية الجديدة.
وكان الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول والطاقة، قد أشار في وقت سابق لـ “مصراوي”، إلى أن أسعار الطاقة عادةً ما ترتفع بشكل فوري ومتسارع عند وقوع أزمات كبرى أو اندلاع حروب، وتستمر في التصاعد طالما استمر التوتر، بينما تعود لمستوياتها الطبيعية بمجرد هدوء الأوضاع.
أسعار النفط تتراجع بأكثر من 3% بعد وقف إطلاق النار.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.68 دولار، أي بنسبة 3.75%، لتصل إلى 68.80 دولار للبرميل، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.58 دولار، أي بنسبة 3.77%، ليصل إلى 65.93 دولار للبرميل، حتى وقت كتابة هذا التقرير.
كما انخفضت عقود النفط بأكثر من 7% في الجلسة السابقة بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، بعد أن هاجمت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثار المخاوف من اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وإيران.
وأدى التدخل الأمريكي المباشر في الحرب إلى تركيز المستثمرين على مضيق هرمز، وهو ممر مائي ضيق وحيوي بين إيران وسلطنة عمان في الخليج العربي، والذي يتدفق عبره ما بين 18 و19 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والوقود، أي ما يقرب من خمس استهلاك العالم.
تزايدت المخاوف من أن أي خلل في النشاط البحري عبر المضيق قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، ربما إلى مستويات مكونة من ثلاثة أرقام، ولكن في الوقت الحالي، بدأ التجار يلتقطون أنفاسهم بعد الارتفاع الأخير في أسعار النفط.
من نفس التصنيف: تحديث لحظة بلحظة: سعر الدولار مقابل الجنيه داخل البنوك المصرية
اقرأ أيضًا: