
نظم صالون “” الثقافي فعالية مميزة بعنوان “مصر.. متحف مفتوح” في مركز إبداع قصر الأمير طاز، حيث أقيمت الفعالية برعاية وزارة الثقافة، ممثلة في قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي.
واستضاف الصالون الدكتور، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة ونائب رئيس هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية السابق، في لقاء حواري استمر لأكثر من ثلاث ساعات، وشهدت الفعالية حضورًا لافتًا وتفاعلًا كبيرًا من الجمهور الذي أثرى الجلسة بأسئلته ومداخلاته.
اقرأ كمان: فاروق فلوكس يطمئن جمهوره بعد أنباء عن وعكة صحية.. أنا بخير ولا داعي للقلق
واستهل الدكتور ميسرة حديثه بالتأكيد على أن أرض مصر تزخر بكنوز لا تُحصى من التراث الحضاري، الذي يروي فصولًا متعددة من تاريخ الإنسانية، وشدد على أهمية التمييز بين المتاحف التقليدية، التي تحتضن الآثار المنقولة داخل قاعات مغلقة، وبين “المتاحف المفتوحة” التي تعيش فيها الآثار في بيئتها الأصلية، محتفظة بجمالها وسياقها التاريخي والروحي.
وضرب أمثلة على هذه المتاحف المفتوحة بمدن مثل القصير ورشيد، وهضبة سقارة، ومعابد، والمنطقة الغربية بالأقصر، بالإضافة إلى شوارع القاهرة التاريخية كشارع المعز لدين الله الفاطمي، وشارع الأشراف، وصليبة.
اقرأ كمان: استعد لحفل مروان بابلو في القاهرة.. كل التفاصيل قبل انطلاق الحدث المنتظر!
وتطرق الدكتور عبد الله إلى جدلية عودة القطع الأثرية إلى أماكنها الأصلية، موضحًا أن قيمتها تتجلى في إعادتها لسياقها الأصلي الذي وضعه فيها المصري القديم، ومع ذلك حذر بشدة من الدعوات المطالبة بإعادة المومياوات إلى مواقع اكتشافها، مشيرًا إلى الخطر الداهم الذي قد يمثله ذلك على سلامتها، وأوضح أن المومياوات تتطلب ظروف حفظ دقيقة وتقنيات تكنولوجية عالية الجودة داخل المتاحف، لحمايتها من التلوث والتلف والاندثار، كما شدد على أهمية حماية “المتاحف المفتوحة” المنتشرة في ربوع مصر، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية، خاصة في سيناء، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من التراث الوطني والإنساني.
وفي سياق آخر، حذر الدكتور ميسرة من اتساع فجوة الاغتراب التي يشعر بها المصريون تجاه حضارتهم القديمة، عازيًا ذلك إلى قرون من الترويج لفكرة أنهم ليسوا أبناء هذه الحضارة العظيمة، ودعا إلى ضرورة ترسيخ الشعور بالانتماء منذ الصغر، مقترحًا تدريس الحضارة المصرية في المدارس وتعيين أثريين متخصصين داخلها ليقوموا بدور تربوي وتثقيفي في تعليم الأطفال تاريخ بلدهم، كما أكد على أهمية تنظيم رحلات مدرسية منتظمة إلى المواقع الأثرية، لبناء تراكم معرفي وتكوين ذاكرة جمعية تفتخر بالتراث المصري.
ولم يغفل الدكتور عبد الله الإشارة إلى الدور الجوهري الذي يمكن أن يلعبه الأهالي القاطنون حول المواقع الأثرية، مشددًا على أهمية إدماجهم في جهود الحماية والتنمية، ودعا إلى تبني سياسات تحفز المجتمع المحلي على الانخراط في حماية الآثار باعتبارها موردًا اقتصاديًا قانونيًا، بدلًا من الوقوع في فخ التهريب أو التخريب، واقترح مجموعة من الوسائل لتحقيق هذا الهدف، منها إطلاق ورش تدريب على الحرف التراثية، وتنظيم فعاليات ثقافية وترفيهية، وحلقات نقاشية، ما يسهم في خلق فرص عمل مرتبطة بالتراث ويحول الآثار إلى مورد تنموي مستدام.
صالون نفرتيتي الثقافي
يُذكر أن صالون نفرتيتي الثقافي انطلق منذ ثلاث سنوات بمبادرة من مجموعة من الصحفيات المصريات، ليلعب دور منصة للحوار الثقافي الحر، ويشرف عليه كل من الصحفيات كاميليا عتريس، مشيرة موسى، وأماني عبد الحميد، بالإضافة إلى الإذاعية وفاء عبد الحميد، بهدف تعزيز قيم الانتماء والوعي الحضاري ورد الاعتبار للهوية المصرية وتراثها الإنساني العظيم.