
يبدو أن دخول الإعلانات إلى واتساب كان أمرًا لا مفر منه، وهو ما أكده مؤخرًا مالك التطبيق “ميتا”، بالإعلان عن خطط طال انتظارها لعرض الإعلانات على المستخدمين، لكنها ستقتصر في الوقت الحالي على قسم “الحالة” والقنوات.
ورغم أن دفع أكثر من 19 مليار دولار لشراء واتساب كان خطوة جريئة، إلا أن هذه الصفقة كانت تحمل بُعدًا تجاريًا واضحًا، ما جعل مستقبل التطبيق يقف في مفترق طرق بين الخصوصية والنمو التجاري.
مقال مقترح: iOS 26.. تحسين مركز التحكم ورمز الصور يعكس نضج نظام أبل
المؤسسون الأصليون لتطبيق واتساب كانوا يرفضون تمامًا فكرة الإعلانات، لكن ذلك لم يمنعهم من بيع التطبيق لشركة تملك سجلًا مثيرًا للجدل فيما يتعلق بخصوصية بيانات المستخدمين، وقد استغرقت ميتا أكثر من عقد لتطوير نموذج أعمال واضح للتطبيق.
ومع بدء فتح الأبواب للإعلانات، بات من الطبيعي أن يتساءل المستخدمون عن مستقبل واتساب، وما إذا كانت خصوصية المحادثات ستكون مهددة، إلا أن رئيس واتساب ويل كاثكارت، خرج ليتحدث علنًا عن هذه التغييرات مؤكدًا أن المحادثات الخاصة ستظل آمنة وخاصة.
ركزت ميتا خلال السنوات الماضية على عرض الإعلانات عبر منصّتي فيسبوك وإنستجرام، إلا أن واتساب ظل الحلقة الناقصة في هذا النموذج، وخلال الأيام الماضية، تحدث كاثكارت في أكثر من مقابلة إعلامية، وأشارت صحيفة “دير شبيجل” الألمانية إلى أبرز ما جاء في تصريحاته حول خطط الشركة الإعلانية.
وعندما تم سؤاله عن إدخال الإعلانات إلى واتساب، وهو ما عارضه مؤسسو التطبيق سابقًا، أوضح كاثكارت أن تبويب “تحديثات واتساب” تم إنشاؤه ليساعد المستخدمين على فصل محادثاتهم الخاصة عن باقي المحتوى، وهذا ما أتاح للشركة فرصة إدخال الإعلانات.
وقال: “المسؤولية تقع علينا نحن والشركات في جعل الإعلانات ذات صلة بالمستخدم، عندما تكون الإعلانات محلية أو مرتبطة باهتماماتك، فقد تكون مثيرة للاهتمام”، وضرب مثالًا باستخدام إنستجرام في استكشاف علامات تجارية جديدة
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: إذا كانت ميتا تمتلك بالفعل منصتين قويتين للإعلانات، لماذا تحتاج إلى أن يسير واتساب في نفس الاتجاه؟ الإجابة تكمن في القاعدة الجماهيرية الضخمة للتطبيق، والتي تضم أكثر من 450 مليون مستخدم نشط خارج الولايات المتحدة، وهو ما يشكل منصة جاهزة للتوسع في المزيد من المناطق مستقبلًا
بحسب كاثكارت، فإن الإعلانات ستظهر فقط في قسم الحالة والقنوات، وهي المناطق التي وصفها بأنها الوحيدة المخصصة للمحتوى الدعائي، وأضاف: “إذا كنت لا تستخدم الحالة، فلن ترى أي إعلانات”
مقال له علاقة: كيف ستدير “تسلا” عن بعد سياراتها الذكية؟ وما حدود هذه التقنية؟
لكن الصحيفة ذهبت إلى ما هو أبعد، وسألت كاثكارت إن كان يمكنه التعهد بعدم وصول الإعلانات إلى واتساب خلال العامين المقبلين، إلا أنه لم يقدم إجابة واضحة أو نفيًا قاطعًا، بل اكتفى بالقول إن هذا “ليس ضمن أولوياتهم الحالية”.
ورغم أن كاثكارت كان بإمكانه حسم الجدل وطمأنة المستخدمين بشكل قاطع، إلا أن ترك الباب مواربًا أمام مثل هذه التغييرات قد يجعل واتساب يومًا ما نسخة مختلفة تمامًا عما يعرفه المستخدمون الآن، وهو ما يثير القلق بشأن الخصوصية في واحد من أكثر تطبيقات التراسل استخدامًا حول العالم.