
في الذكرى الـ 16 لرحيل “ملك البوب”، تظل بصماته الفنية والإنسانية محفورة بعمق في ذاكرة الملايين حول العالم، فلم يكن جاكسون مجرد فنان، بل كان ظاهرة ثقافية عالمية غيّرت وجه الموسيقى والترفيه، وقدمت نموذجًا فريدًا للنجومية الممزوجة بالقضايا الإنسانية.
وتستعرض “أحداث اليوم” أبرز المحطات في حياة أيقونة الوب، من بداياته المتواضعة إلى قمة المجد.
شوف كمان: ندوة مميزة مع عادل عوض في مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية حول عالم سينما سبيلبرج
رحلة مايكل جاكسون الفنية
كانت مسيرته الفنية بمثابة ملحمة من النجاحات المتتالية، تميزت بالابتكار والتجديد وكسر الحواجز، فولد مايكل جوزيف جاكسون في 29 أغسطس 1958 في غاري، إنديانا، وكانت موهبته الفذة واضحة منذ سن مبكرة، وسرعان ما أصبح النجم الأبرز في فرقة “الجاكسون فايف” التي شكلها والده جو جاكسون، وقدمت الفرقة مجموعة من الأغاني الناجحة مثل “I Want You Back” و”ABC” و”Blame It on the Boogie”، وأظهر مايكل فيها براعة صوتية وحضورًا مسرحيًا لافتًا، رغم صغر سنه.
ممكن يعجبك: محمد رمضان سيطلق أغنيته الجديدة الجو حلو يوم الأربعاء القادم.
وبدأ مايكل مسيرته الفردية بالتوازي مع عمله مع “الجاكسون فايف”، وأصدر ألبومات مثل “Got to Be There” و”Ben”، لكن النقلة النوعية جاءت مع ألبوم “Off the Wall” عام 1979، الذي أنتجه كوينسي جونز، وكان هذا الألبوم مزيجًا مبتكرًا من الفانك، الديسكو، والبوب، وحقق نجاحًا هائلًا، ممهدًا الطريق لما سيأتي.
ألبوم “ثريلر” يتويج ملك البوب على عرش الموسيقى العالمية
يُعد ألبوم “Thriller” الذي صدر عام 1982 التحفة الفنية التي رسخت مكانة مايكل جاكسون كأيقونة عالمية لا تضاهى، فأصبح “Thriller” الألبوم الأكثر مبيعًا في التاريخ، محققًا مبيعات تقدر بأكثر من 70 مليون نسخة حول العالم، وضم الألبوم أغاني خالدة مثل “Billie Jean” و”Beat It” و”Thriller” التي أحدثت ثورة في صناعة الفيديو كليب، محولة إياها إلى أعمال فنية قصيرة قائمة بذاتها، كما أصبحت حركات جاكسون الراقصة الفريدة، مثل “المشي على القمر” (Moonwalk) علامات تجارية عالمية.
وتوالت نجاحات جاكسون مع ألبوم “Bad” (1987) الذي كسر أرقامًا قياسية بأكثر من 30 مليون نسخة مبيعة، وأنتج خمس أغنيات احتلت المرتبة الأولى في قائمة بيلبورد هوت 100، وتلاه ألبوم “Dangerous” (1991) الذي حافظ على مكانته كقوة فنية لا يستهان بها، وقدم أغنيات مثل “Black or White” التي تناولت قضايا العنصرية بجرأة.
كما شهدت فترة التسعينيات وما بعدها تحولات في حياة جاكسون الشخصية، لكنه استمر في الإبداع، فكان ألبوم “HIStory: Past, Present and Future, Book I” (1995) مزيجًا من أغانيه الكلاسيكية ومواد جديدة تعكس نضجه الفني وقدرته على تجاوز الصعوبات، أما ألبوم “Invincible” (2001) فكان آخر ألبوم استوديو له، وقد أظهر استمرارية في التجريب والبحث عن آفاق موسيقية جديدة
الوداع الأخير الذي لم يكتمل
كانت استعدادات مايكل جاكسون لسلسلة حفلات “This Is It” في لندن بمثابة عودة مرتقبة لملك البوب إلى المسرح العالمي، ورغم وفاته المفاجئة قبل بدء الحفلات، تحولت لقطات البروفات إلى فيلم وثائقي حقق نجاحًا كبيرًا، وكشف عن شغفه اللانهائي بالأداء وتفانيه في تقديم عمل فني متكامل حتى اللحظة الأخيرة.