
في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، تجدد وزارة الداخلية التزامها بمواجهة آفة المخدرات بحزم، من خلال جهود أمنية وتوعوية وتأهيلية متوازنة، تدعمها أحدث الإحصائيات التي تعكس فعالية المواجهة على الأرض.
تواصل الأجهزة الأمنية حملاتها المكثفة في جميع أنحاء الجمهورية، حيث أسفرت حملات الـ 24 ساعة الأخيرة عن ضبط 260 شخصًا، وتم حجز كميات ضخمة من المواد المخدرة، شملت أكثر من 264 كجم من الحشيش، و33 كجم من الإستروكس، و30 كجم من البانجو، و28 كجم من الهيدرو، و24 كجم من الشابو، بالإضافة إلى 19 كجم من الهيروين، و13 كجم من الآيس، و8 كجم من البودرة، و300 جرام من الأفيون، و1175 قرصًا مخدرًا.
مقال مقترح: الإطارات قد تضر بك.. المرور تُنبه السائقين وتوضح أخطر الأخطاء المتكررة
تكشف هذه الأرقام عن حجم التهديد المتعدد المصادر، مما يتطلب تكثيف العمل الأمني والتكنولوجي، كما صرح اللواء جاد بتشكيل فرق متخصصة للتعامل مع شبكات الترويج عبر التطبيقات المشفرة ومنصات التواصل الاجتماعي.
على المستوى السنوي، نجحت الوزارة في ضبط كميات هائلة خلال النصف الأول من عام 2024، تضمنت 550 كجم من الكوكايين، و9.5 طن من الحشيش، و12.5 مليون قرص كبتاجون، و3 ملايين قرص ترامادول، و46 كجم من البودرة، و2.5 كجم من الآيس، لتصل القيمة المالية لهذه المضبوطات إلى نحو 3.5 مليار جنيه.
لا يقتصر دور الوزارة على ضبط المتاجرين فقط، بل يمتد أيضًا إلى كسر جذور الطلب عبر التوعية المجتمعية ومواجهة ظاهرة التعاطي.
بيّنت تقارير إعلامية أنه تم فحص سائقي المركبات على الطرق السريعة، ولا سيما سائقي حافلات المدارس، فكانت نسبة الإيجابية للتعاطي منخفضة للغاية مقارنة بالماضي، حيث بلغت 0.6% مقابل 12% عام 2017.
كما نظمت الوزارة لقاءات مفتوحة مع طلاب المدارس والجامعات في مختلف المحافظات، لتعريفهم بأخطار المخدرات المستحدثة وطرق الوقاية، بالتوازي مع عروض لجهود الداخلية في ضبط المتهمين وتوعية الشباب.
اقرأ كمان: مصرع ربة منزل Tragically إثر صعق كهربائى أثناء غسيل الملابس بمنزلها فى البحيرة
ولم تغفل وزارة الداخلية الجانب الإنساني، فكرّمت المتعافين من الإدمان وقدمت لهم الدعم بحضور قيادات أمنية وشخصيات عامة.
ترسّخت الإجراءات ضمن استراتيجية متكاملة تمتد من عام 2024 حتى 2028، تشمل مشاركة واسعة من مؤسسات الدولة والهيئات الدولية، بهدف خفض العرض والطلب، وتوسيع مراكز العلاج من 12 إلى 33 مركزًا في 19 محافظة، لخدمة نحو 170 ألف مستفيد سنويًا بحوافز تعليمية وتدريبية مرتبطة بفرص العمل.
في ظل التحديات المتزايدة، لا سيما ترويج المواد المخدرة عبر الحدود ووسائل التواصل الرقمي، يتجلى نجاح وزارة الداخلية في مواجهة جرائم غسيل الأموال المرتبطة بالمخدرات، من خلال تعاون أمني دولي، بما يسهم في تحسين استراتيجيات الرقابة على المنافذ ومتابعة شبكات التهريب والمنشأ الكيميائي للمخدرات الصناعية.
تؤكد هذه الجهود المتوازنة بين الأمن والعلاج والتوعية، عزم الوزارة على مواجهة آفة المخدرات بصرامة وطنية، مستندة إلى بيانات دقيقة وتنفيذ واقعي، وليست مجرد خطابات رمزية.
ومع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، تواصل الأجهزة الأمنية تعزيز دورها، مدعومة بسن القوانين واستراتيجيات متطورة وإشراك المجتمع في المواجهة.