علق على رسالة المخرج عمرو سلامة، حيث وصف الحنين إلى الماضي بأنه “خدعة النوستالجيا”، مؤكدًا أن الناس يعبرون عن استيائهم من حاضرهم ويتمنون العودة إلى الماضي، ليس لأن الماضي كان أفضل، بل لأنهم كانوا يحملون مشاعر أجمل في تلك الفترة.
ساويرس يرد على عمرو سلامة بشأن خدعة النوستالجيا
رفض رجل الأعمال نجيب ساويرس، في رسالته الموجهة إلى عمرو سلامة، ما أشار إليه الأخير حول “خدعة النوستالجيا”، حيث أكد أن الماضي كان أفضل، وليس فقط المشاعر التي كانت فيه، وقال ساويرس في رسالته: “لا، الماضي أيضًا كان أفضل….”
وجاء ذلك ردًا على رأي عمرو سلامة الذي قال: “خدعة، في كل زمن مضى، كان الناس يشكون زمانهم ويتمنون العودة إلى ماضٍ أقدم منه، يشعر الناس بالنوستالجيا ليس لأن الماضي كان أفضل، بل لأنهم كانوا في ماضيهم يشعرون بمشاعر أجمل”.
مقال له علاقة: في ذاكرة الكتابة تصدر قصور الثقافة “إرشاد الألبا إلى محاسن أوروبا”
الجدير بالذكر أن النوستالجيا، تعني الحنين إلى الماضي، وهي شعور عاطفي بالاشتياق والرغبة في العودة إلى فترة زمنية أو مكان معين في الماضي، وترتبط عادةً بذكريات وأحداث إيجابية، كما أنها ترتبط بفقدان الألفة مع الواقع، أو الشعور بالوحدة، أو التغير السريع في الحياة، أو مواجهة صعوبات في التكيف مع الحاضر، حيث تعتبر النوستالجيا آلية دفاعية تساعد الإنسان على تحسين حالته المزاجية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتوفير الراحة النفسية.
مرض النوستالجيا مرتبط باضطرابات الاكتئاب
النوستالجيا هي نوع من الحنين الذي يربط الإنسان بأوقات سابقة، أو أماكن قديمة شهد فيها لحظات من السعادة، وقد تتعلق تلك اللحظات بوطن فارقه، أو بأشخاص فقدهم، أو بحياة بسيطة ضاعت معالمها بين تعقيدات الحاضر، وفي جميع الحالات ينبع الحنين من صراع داخلي ناتج عن رفض الحاضر، مع العجز عن تغييره، أو من شعور بالاغتراب وعدم الانتماء إلى الواقع.
مرض النوستالجيا والحنين للماضي، أحداث اليوم.
اقرأ كمان: علياء بسيوني تكشف تفاصيل اعتزال أحمد سعد بعد إزالة الوشم!
تتحول النوستالجيا إلى حالة سلبية إذا أدت إلى انفصال عن الواقع، والعيش في الماضي بشكل مستمر، أو إذا ارتبطت بمشاعر سلبية مثل الندم أو الحسرة، وعلى الرغم من أن النوستالجيا ليست اضطرابًا نفسيًا، لكنها قد تكون مرتبطة ببعض الاضطرابات مثل الاكتئاب، حيث اعتبر البعض النوستالجيا في البداية مرضًا نفسيًا، ويرجع أول تشخيص طبي لها إلى ملاحظة الاضطرابات النفسية والأعراض الفسيولوجية التي تصيب العمال والجنود مع طول ابتعادهم عن أوطانهم، وتتفاقم هذه الاضطرابات كلما اقترنت باسترجاع الذكريات أو بقراءة الرسائل، أو بغيرها من أدوات استحضار الاغتراب وتمثيله حسيًا وبصريًا، ومن هنا ظهر مصطلح النوستالجيا الذي يعبر عن معاناة البعد عن الأوطان.
لقد حظيت فكرة الحنين أو النوستالجيا بمكانة كبيرة في الأدب والفن العالميين، بشكل يصعب حدوثه مع غيرها، إذ لا يختلف اثنان في أن رفض الواقع، أو على الأقل مخالفته، هي أبسط أشكال التعاطي الفني والأدبي القائم على جدلية الواقع والخيال.
