
كتب الموسم الماضي 2024-2025 نهاية مسيرة 4 لاعبين من شمال أفريقيا، الذين تألقوا في الدوري المصري مع فرقهم، وتركوا بصمة واضحة في الإيجبشيان ليج، لينالوا حب الجماهير المصرية، قبل أن يودعوا الدوري برسائل مؤثرة.
علي معلول
أسدل الستار على مسيرة النجم التونسي، ظهير أيسر الأهلي، مع القلعة الحمراء بنهاية الموسم الماضي، بعدما انتهى تعاقده مع النادي دون تجديد، لرغبة مسؤولي الفريق الأحمر في تقليل متوسط أعمار اللاعبين، وودع معلول الجماهير الحمراء قائلاً: جمهور الأهلي العظيم، تم إبلاغي رسمياً بانتهاء مشواري مع الأهلي، أيها الجمهور الوفي، كنتم لي الوطن حين ابتعدت المسافات، والدفء حين قست المباريات، صدقوني لم أكن وحدي يوماً، كنتم ظهري حين انحنت الأيام، وقلبي حين عزّ الثبات، وهتافكم كان الأمل الذي لا يخيب، والمحبّة التي لا تُشترى، فإن كانت المسيرة تُقاس بالسنوات، فإن ما بيننا لا يُقاس إلا بالمحبة والوفاء.
مقال مقترح: نتيجة مباراة الأهلي وبالميراس في كأس العالم للأندية.. التعادل السلبي يسيطر على الشوط الأول
منذ أن وضعت قدمي في قلعة الأهلي صيف 2016، أدركت أنني لم أوقع عقداً مع نادٍ، بل دخلت في عهد مع أمة كاملة اسمها “الأهلي”.
تسع سنوات مرت، كأنها طرفة عين، من الصعب وضعها في كلمات، لكنها كانت مليئة بكل ما يجعل الحياة حياة، الفرح، الدموع، الصعود، السجود بعد الأهداف، والانتماء الذي لا يُشترى.
لم أكن يوماً لاعباً محترفاً فقط، كنت عاشقاً يرتدي القميص الأحمر كما يُرتدى القلب، عشت كل دقيقة في التتش بروح طفل، نشأ في مدرجات الدرجة الثالثة، وتعلم معنى “أهلاوي” قبل أن يتعلم المشي، واليوم، وأنا أكتب كلماتي الأخيرة بقميص الأهلي، لا أودع نادياً فقط، بل أودع جزءاً من روحي.
يا جمهور الأهلي، أنتم المعنى كله، كنتم العون في كل تواجد، والصبر في كل لحظة غياب، والسند في كل مباراة كُتب فيها المجد، لم أكن وحدي حين سجلت أهدافي، أو مررت كراتي الحاسمة، بل كنتم معي في كل مرة ارتفعت فيها راية الأهلي، تشاركونني المجد، وتغفرون لي التعثر، وتمنحونني حباً لا يُرد.
سجّلت 53 هدفاً، وصنعت 85 لزملائي، ورفعت 22 بطولة، ولم يكن منها ما يضاهي بطولة محبتكم، كنت شاهداً وصانعاً في واحدة من أعظم فترات الأهلي، وبقي اسم “علي معلول” ضمن سطور المجد، لا لشيء سوى لأنني كنت منكم ولكم وبينكم.
اليوم، أكتب لكم خبر رحيلي والدمع يزاحم الحبر، لكني أمضي وأنا مطمئن، لأن قلبي سيبقى في مدرجاتكم، وصوتكم سيظل في أذني، لا أبالغ حين أقول إنني وجدت في الأهلي بيتاً أكبر من كل البيوت، ووطناً ثانياً صدق الانتماء له كأنه الأول.
حمزة المثلوثي
نهاية درامية شهدتها قصة التونسي مع نادي الزمالك، بعد إصابته مؤخراً بقطع في الرباط الصليبي للركبة، ليغادر القلعة البيضاء بعد انتهاء تعاقده، وكتب المثلوثي مودعاً عشاق القلعة البيضاء: إلى شعب الزمالك العظيم، أكتب كلماتي وأنا أحمل مزيجًا من الحزن والامتنان، بنهاية تجربتي مع نادي الزمالك، النادي الذي كان بيتي، ومصدر فخري وسعادتي على مدار خمس سنوات من العطاء والتحدي.
وأضاف، “لم تكن الرحلة سهلة، لكنها كانت عظيمة، خمس سنوات ارتديت فيها قميص الزمالك بكل شرف، قاتلت من أجل هذا الكيان، وكنت جزءًا من لحظات لا تُنسى، رفعنا خلالها الكؤوس، واحتفلنا مع جماهير عظيمة لا تعرف إلا العشق والانتماء”.
من نفس التصنيف: شباب اليد يواجهون اسبانيا في بطولة العالم ببولندا
وواصل المثلوثي، “الإصابة الأخيرة كانت ضربة موجعة، ليست فقط لجسدي، بل لروحي أيضاً، ولكن هذه هي كرة القدم، وهذه هي الحياة، كنت أتمنى أن أواصل الدفاع عن هذا الشعار، لكن لكل قصة نهاية، حتى وإن لم تكن كما تمنينا”.
واختتم المثلوثي رسالته: “أشكر إدارة النادي والجهاز الفني والطبي وجميع العمال وكل من آمن بي ووقف بجانبي، وأشكر زملائي الذين كانوا سندًا حقيقيًا داخل وخارج الملعب، والأهم من ذلك، أشكر جمهور الزمالك العظيم.. أنتم الروح والدافع، ولن أنسى أبدًا هتافاتكم، دعمكم، ووجودكم في كل لحظة، سأغادر اليوم وأنا فخور بكل لحظة قضيتها هنا، وبكل بطولة حققناها معًا، إلى لقاء قريب إن شاء الله، أخوكم حمزة المثلوثي”.
أحمد القندوسي
ودع الجزائري، لاعب فريق سيراميكا، ناديه برسالة مؤثرة، بعد تلقيه عرضاً خارجياً للاحتراف، وكتب القندوسي: كاين لحظات في الحياة ما تتنساش… وكاين أماكن ما تخرجش من القلب، حتى كي تغادرها، اليوم أودع سيراميكا كليوباترا… مكان لم يكن مجرد فريق، بل كان داراً، وناس كانوا عائلتي، هؤلاء الناس آمنوا بي، فتحوا لي أبواب النادي، وذراعاتهم، وقلوبهم، واحتضنوني كما لو كنت واحداً من أولادهم.
ومن هنا، من سيراميكا، عدت لأقف على قدمي، عدت لأؤمن بنفسي، ومن هذه الأرض، بدأت أول خطوة أعادتني للطريق، ومنها للفريق الوطني، ولكل إنجاز أسعدني وأسعد الناس الذين أحبوني… كانوا هم البداية، ربي شاهد أن الفراق يوجع، لكن قلبي عامر بالمحبة والامتنان… شكراً من قلبي للسيد محمد أبو العينين، وللأستاذ طارق أبو العينين، والكابتن معتز البطاوي والكابتن يوسف الشربيني والكابتن أيمن الرمادي والكابتن علي ماهر على كل لحظة ثقة، وكل نظرة دعم، شكراً للطواقم الإدارية، الفنية، والطبية، ولكل عامل في النادي ساندني بكلمة طيبة أو بنظرة تشجيع أو دعاء، وشكر خاص جداً لزملائي في الفريق، الذين كانوا إخوتي وعائلتي قبل أن يكونوا لاعبين، أبداً لا أنسى وقوفهم بجانبي وقت الشدة، كانوا السند الأول، وشكر كبير لكل جماهير مصر، الذين دعمني، شجعوني، وآمنوا بي… محبتكم لم تكن مرتبطة بانتماء، شعرت بها في كل خطوة… محبتكم لا تُقدّر بثمن، لن أنساكم… وتبقون دائماً معي، أينما ذهبت، أينما لعبت، وأينما وقفت، سأغادر لكن قلبي سيبقى هنا… الذكريات، الضحك، التعب، الأهداف، لمّة الأوضة، لحظات النصر، وحتى الدموع… كلها محفورة في قلبي، دعواتكم معي في المشوار القادم، وستبقى سيراميكا دائماً في قلبي.
فخر الدين بن يوسف
بعد انتهاء تعاقده مع النادي المصري دون الاتفاق على تجديده، انتهت مسيرة التونسي فخر الدين بن يوسف مع الفريق البورسعيدي، ليودع جماهير القلعة الخضراء برسالة مؤثرة جاءت كالتالي: أود أن أعبر عن خالص امتناني وتقديري لهذا الكيان الكبير، الذي منحني الثقة والدعم طوال فترة تواجدي ضمن صفوفه.
وأضاف: “أشكر كل الإطارات الفنية والطبية والإدارية، خصوصاً إخوتي اللاعبين، وكل من عمل داخل الفريق على المجهود الكبير والعمل الجماعي الذي جعل تجربتي مميزة ومليئة بالاحترام والاحترافية، كما أتقدم بجزيل الشكر لمجلس الإدارة على الثقة والدعم الذي حظيت به طوال فترة تواجدي”.
واختتم بن يوسف: “اليوم تنتهي تجربة جميلة، لكن تبقى الذكريات والعلاقات الطيبة محفورة في قلبي، انتهت تجربة.. وستبدأ تجربة جديدة قريباً، أتمنى أن أكون فيها على قدر التحدي والتوفيق إن شاء الله، أخوكم فخر الدين بن يوسف”.