
يعتبر التوسع في إنتاج الأجهزة الذكية والإلكترونية محليًا ضمن مبادرة “مصر تصنع الإليكترونيات” خطوة هامة نحو تعزيز مكانة مصر عالميًا كدولة رائدة في التكنولوجيا، مما يسهم في جعل صناعة الإلكترونيات أحد الأعمدة الأساسية للنمو الاقتصادي في البلاد.
شعار صنع في مصر
شهدت الفترة الأخيرة جهودًا ملموسة لجذب الاستثمارات العالمية في مجال تصنيع الإلكترونيات، وهو ما تحقق بالفعل، فأصبح شعار “صنع في مصر” مرئيًا على الهواتف وشاشات التليفزيون، كما تغيرت نظرة المستهلكين للمنتجات المحلية بعد أن كان هذا الشعار يثير قلقهم، حيث أصبحوا يدركون أن جودة المنتجات المحلية قد تفوق أو تعادل تلك المستوردة.
مقال مقترح: بمناسبة حلول شهر يوليو 2025 شهدت أسعار السلع الغذائية الرئيسية انخفاضاً ملحوظاً
وفي هذا السياق، يؤكد إسلام عادل مدير عام مصنع الصافي، الذي يُنتج هواتف وشاشات شاومي، أن المخاوف التي كانت تراود المستخدمين عند رؤية شعار “صنع في مصر” قد تلاشت تدريجيًا، وأصبح المستخدمون يفضلون المنتج المحلي.
فقد أثبتت التجارب أن المنتجات المحلية، التي تُصنع وفق معايير عالمية، لا تقل جودة عن المنتجات المستوردة، بل في بعض الأحيان تتفوق عليها، حيث أظهرت إحصاءات مراكز الصيانة أن نسبة الشكاوى من المنتجات المحلية أقل بنسبة 50% مقارنة بتلك المستوردة، وذلك بفضل اتباع معايير الجودة من خلال معامل ORT لاختبار متانة الأجهزة، بالإضافة إلى الاختبارات الدقيقة للمكونات والمنتجات النهائية، مثل الطاقة والألوان والترددات، مما يمنحها شهادات الجودة العالمية كدليل على الالتزام بالمعايير الدولية.
كما يتم تدريب العمالة المحلية على تقنيات التجميع والفحص والجودة، مما يسهم في تطوير كوادر فنية متخصصة تعزز كفاءة الصناعة الإلكترونية في مصر.
مواضيع مشابهة: زيادة أسعار الغاز للمنازل في مصر تصل إلى 33% هذا الشهر
التصدي لسوق الهواتف الرمادية المهربة
وكشف إسلام عادل أن نسبة الإنتاج المحلي من الهواتف الذكية قد زادت بنسبة 100% منذ بداية 2025، نتيجة جهود الدولة في مواجهة سوق الهواتف الرمادية المهربة، حيث تم فرض رسوم عليها أو إيقافها، مما أدى إلى القضاء على هذا السوق وتعزيز الصناعة المحلية الناشئة.
كما أشار إلى وجود فجوة حالية بين العرض والطلب في السوق المصري، حيث يتجاوز الطلب العرض، مما يستدعي التركيز على التصنيع المحلي وزيادة الطاقة الإنتاجية.
حيث يتم تطوير المصنع في السادس من أكتوبر، عبر خطة توسعية تهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد باستثمارات تصل إلى 80 مليون دولار، مما يتيح تصنيع منتجات شاومي من الهواتف الذكية والشاشات، ويعكس قدرة مصر على المنافسة بقوة في هذا المجال الحيوي، مع خلق مستقبل تكنولوجي يليق بموقع مصر الاستراتيجي وطموحاتها الإقليمية.
وأضاف مدير عام مصنع الصافي أن الإنتاج المحلي أسهم في تقليل الفاتورة الاستيرادية، وعزز القدرة التنافسية للمنتج المحلي، مع توجيه جزء من الإنتاج للتصدير إلى الأسواق الأفريقية والعربية، مستفيدًا من الاتفاقيات التجارية المصرية، مما يعزز مكانة مصر كلاعب رئيسي في سوق الإلكترونيات والصناعات المتطورة في المنطقة.
وكشف عن السعي لزيادة نسبة المكون المحلي في الهواتف الذكية حتى تصل إلى نسبة المكون المحلي في الشاشات، والتي تصل إلى 45%، مع خطط قريبة لتصنيع الشاحن الخاص بالهواتف الذكية بشكل كامل.
تعزيز التصنيع المحلي
يساهم التصنيع المحلي للهواتف والشاشات الذكية في تعزيز مكانة مصر عالميًا، ويفتح آفاق التصدير للسوق المصري وفقًا للمهندس ضياء الشعراوي، الرئيس التنفيذي للعمليات بالصافي، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على معايير الجودة العالمية عبر اختبارات في معامل متخصصة داخل المصنع الذي يضم 25 خط إنتاج متخصص، منها 19 خط إنتاج خاص بمنتجات شاومي، بما في ذلك 6 خطوط لشاشات التليفزيون، بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ألف وحدة سنويًا، و12 خطًا للهواتف الذكية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3 ملايين وحدة سنويًا، بالإضافة إلى خط واحد للكرتون ومواد التعبئة، مع خطط لإضافة خطوط إنتاج جديدة تشمل الساعات الذكية، وأجهزة الراوتر، والكاميرات المتطورة، والسماعات، مع أكثر من 1200 عامل بالمصنع و2000 من العمالة غير المباشرة، مع وجود خطط لزيادة حجم العمالة مع دخول خطوط إنتاج جديدة حيز التشغيل.