اقتصاد

ارتفاع أسعار الذهب يغير عادات المصريين في اقتناء الشبكة

تشهد أسعار الذهب ارتفاعات مستمرة في السنوات الأخيرة، نتيجة للأحداث العالمية مثل الحروب والأزمات، وكان آخرها الحرب الإيرانية الإسرائيلية، مما أثر على خيارات تجار الذهب والمقبلين على الزواج في اختيار “الشبكة” لمواجهة الزيادات الكبيرة في الأسعار.

حقق الذهب زيادات قياسية خلال السنوات الخمس الماضية، حيث ارتفع سعر الجرام بمقدار 3957 جنيهًا، ليصل حاليًا إلى 4640 جنيهًا مقارنةً بـ 683 جنيهًا في بداية عام 2020.

دبلة ومحبس بدل شبكة كاملة

تقول سارة علي، وهي فتاة مقبلة على الخطوبة، إن تقاليد شراء الشبكة تغيّرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، موضحة: “من خمس سنين، كان من الطبيعي أن يشتري العريس شبكة كاملة، لكن الآن قد تكتفي العروس بدبلة ومحبس، وهناك من ترضى بدبلة فقط”

وأضافت سارة أنها اشترت دبلتها ومحبسها بمبلغ 15 ألف جنيه فقط، مشيرة إلى أنها لم تكن تتابع أسعار الذهب في ذلك الوقت: “ما كنتش متابعة السوق، وكل الموضوع بقى معتمد على مقدرة العريس”

أما هند محمد، وهي فتاة أخرى مقبلة على الزواج، فتؤكد أن أسعار الشبكة لم تعد تبدأ من مبلغ محدد، بل أصبحت تعتمد على الاتفاق بين العروسين.

وتقول: “في ناس بتتفق على دبلة ومحبس فقط، وناس تانية بتحدد مبلغ معين ويشتروا اللي يقدروا عليه، وفي ناس بتفضل تحدد عدد الجرامات”

وتروي تجربتها قائلة: “كنا محددين 40 ألف جنيه، لكن لما اخترت الشبكة اللي عجبتني، المبلغ زاد وبقى 42 ألف جنيه”

وأشارت إلى أن اختيار محل الذهب بات أمرًا حساسًا، موضحة أن هناك بعض المحال تتلاعب بنسبة الذهب الخالص في القطع المعروضة، مما يؤثر على قيمتها لاحقًا.

وعن توقيت الشراء، تقول هند: “ما تابعتش الأسعار، لكن كله بيعتمد على الحظ، يعني لو العروسة نزلت في يوم الذهب نازل يبقى كسبت، ولو العكس، ممكن تدفع أكتر، في عرايس بتنتظر الأسعار تنزل، وفي عرايس بيكون عندهم ميعاد محدد ولازم يشتروا وقتها”

من جرام ذهب فقط.

قال لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، لمصراوي إن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال الأعوام الماضية، ما دفع الصناع والتجار إلى ابتكار حلول بديلة، أبرزها تقليل أوزان المشغولات الذهبية لتتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين.

وأوضح أن سعر جرام الذهب عيار 21 ارتفع من نحو 900 جنيه في مارس 2022 إلى ما يقارب 4500 جنيه حاليًا، أي ما يعادل خمسة أضعاف، في الوقت الذي لم ترتفع فيه دخول المواطنين بنفس النسبة.

وأضاف أن هذا التفاوت الكبير بين الزيادة في سعر الذهب ومعدل نمو الدخل، دفع الورش والمصانع إلى تطوير تقنيات التصنيع لإنتاج نفس التصميمات بأوزان أقل.

وأوضح قائلًا: “أصبح من الممكن الآن إنتاج نفس القطعة التي كانت تُصنع بوزن 10 جرامات، بوزن 5 أو حتى 3 جرامات فقط، دون تغيير الشكل أو التصميم، بفضل استخدام معدات حديثة وتقنيات دقيقة”

وأشار إلى أن أقل وزن للدبلة الذهبية – أي الشبكة – قد يصل حاليًا إلى جرام واحد فقط، ما يجعل سعرها في متناول بعض الفئات.

وعن أسعار الشبكة في السوق، أوضح أن الفروق تعتمد على طبيعة المنطقة والمستوى الاجتماعي؛ ففي المناطق الشعبية تبدأ أسعار الشبكة من 7 إلى 10 آلاف جنيه، بينما قد تتجاوز 500 ألف جنيه في المناطق الراقية.

وأكد أن الثقافة الشرائية تغيرت، وأصبح بعض الأزواج يكتفون بدبلة فقط، أو شبكة رمزية حسب الإمكانيات، قائلًا: “أمهرت بخاتم حديد وبآية من القرآن، وإذا لم يكن لدى الخاطب ثمن خاتم الحديد، يكتفي بآية من القرآن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى