أخبار العرب

يجب أن تحدث أزمة لكي تلاحظونا، مقاولون يتحدثون عن فتيات العنب ويهاجمون الحكومة ويروون قصة عن طالبة الهندسة (فيديو)

مرتدية جلبابًا أسود، تجلس على أطراف السلم المنزلي الخاص بدارها، ببشرة سمراء اكتسبت لونها من حرارة الشمس، رويت أقدامها بلون الدم، تحكي دررًا ولؤلؤًا عن فتيات العنب اللواتي كانت تسلمهن بيدها إلى طريق الموت يوميًا، حتى فارقن الحياة على أحد تلك الجوانب، واحتضن القبر أجسامهن.

“أحداث اليوم” التقت بمقاول أنفار فتيات العنب لتسرد اللحظات الأخيرة في حياتهن قبيل الرحيل، وما كان يحكى عنهن في حضورهن حتى غيابهن.

مقاول أنفار فتيات العنب

قالت إنها كانت تجمعهن كأسرة واحدة في أي سيارة تقلهم إلى مقر عملهن، وذكرت أن هؤلاء البنات تحديدًا كانوا بحوزتها هي الشخصية.

وأضافت: “كانت البنات يتمتعن بالأخلاق والسيرة العطرة، وقيام ليل وصلاة وصوم، ليس منهن من تضع أي نوع من المكياج، كلهن يتميزن بالجمال الطبيعي”

لقمة العيش المغمسة بالمر

وأشارت إلى أن جميعهن يعملن في الإجازة من أجل الدراسة سواء في المدارس أو الكليات، وتذكرت جيدًا واقعة عن الراحلة آية، طالبة الهندسة، عندما كنا نعمل في إحدى المزارع الجبلية، كان يقول لها “يا ابلة آية” من شدة احتشامها وجمالها، وكرر لها “أنتِ مكانك مش هنا، واخدة كلية ليه علشان تيجي في الأرض هنا”.

وطالبت المسؤولين بضرورة النظر إلى هؤلاء الفتيات قائلة: “ليه محدش بيدعم البنات ده، ليه بيهدوا حيل العيال في الدروس والفلوس، كل ده عشان إيه، هما ليه ميتعينوش، ليه محدش بيحس بينا، عشان إحنا الطبقة اللي تحت الأرض، في ناس بتاخد ملايين وقاعدة تأكل كل حاجة، بس هما عاوزين الطبقة دي تموت ودول يعيشوا، بتكلم ومش بخاف من حد”

وانتهت حديثها قائلة: “عاوزين حد يحس بينا، يشوفنا، يشوف البنات دول، هو لازم تحصل كارثة عشان تشوفونا، وبعدين اللي بيروح على الطريق ملوش أي ضمان اجتماعي ولا معاش، عشان إحنا بنشتغل في الزراعات، لكن لو موظف يكون له كل الحقوق”

وكان كفر السنابسة بمحافظة المنوفية شهد تشييع جثامين 18 فتاة كن يعملن في مزارع العنب بمدينة السادات، لقوا مصرعهم على الطريق الإقليمي بعد أن اصطدمت بهم تريلا، أودت بحياة 18 منهن وسائق السيارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى