
في عالم الألعاب الإلكترونية الذي ينمو بشكل سريع، تبرز كمساحة للترفيه والتفاعل، بل كنموذج اقتصادي متكامل قائم على، هذه العملة الرقمية أصبحت تمثل المحرك الأساسي للاقتصاد داخل المنصة، حيث تُستخدم في شراء المحتوى وتخصيص الشخصيات، وتعتبر وسيلة حقيقية لتحقيق دخل للمطورين، بما في ذلك الأطفال والمراهقين.
ومع تزايد شعبية بين الفئات العمرية الصغيرة، تصاعد الجدل حول التأثيرات النفسية والاجتماعية المرتبطة بالمشتريات الدقيقة داخل اللعبة، وسط تساؤلات عن مدى عدالة توزيع العائدات بين الشركة الأم والمطورين المستقلين، في هذا التقرير، نسلّط الضوء على اقتصاد روبلوكس من الداخل، ونستعرض كيف تحوّلت الروبوكس من مجرد عملة رقمية إلى أداة لتكوين الثروات، ولإثارة النقاشات أيضًا.
مواضيع مشابهة: iOS 26.. تحسين مركز التحكم ورمز الصور يعكس نضج نظام أبل
كيف يربح الأطفال والمطورون من روبلوكس؟
يُعتبر نظام روبلوكس أحد النماذج القليلة التي تتيح للمستخدمين -حتى الأطفال والمراهقين- فرصة حقيقية لتحقيق أرباح من خلال تصميم الألعاب أو بيع العناصر الرقمية، عندما يُنشئ المستخدم لعبة داخل روبلوكس ويجذب عددًا كبيرًا من اللاعبين، يمكنه تحصيل روبوكس من خلال عمليات الشراء داخل لعبته، بعدها، يمكن تحويل هذه الروبوكس إلى أموال حقيقية عبر برنامج خاص تُديره الشركة يُسمى “Developer Exchange” أو “DevEx”، بشرط أن يكون عمر المستخدم 13 سنة أو أكثر، ولديه حساب Premium، ويحقق الحد الأدنى من الأرباح المطلوبة شهريًا.
مقال مقترح: العملات الرقمية تتعافى جزئيًا.. و”بتكوين” تتماسك فوق 101 ألف دولار
وفقًا لبيانات الشركة، فإن بعض المطورين على المنصة يحققون دخلًا سنويًا يتجاوز مئات آلاف الدولارات، وهناك حالات استثنائية وصلت إلى ملايين، ومعظمهم بدأوا في عمر صغير دون خبرة سابقة، ما يجعل روبلوكس منصة تجمع بين الترفيه وتنمية المهارات الريادية.
الجدل حول المشتريات داخل اللعبة
رغم أن روبلوكس تتيح تجربة مجانية للجميع، إلا أن الجدل بدأ يظهر حول ما يُعرف بـ”الاقتصاد المصغّر” داخل اللعبة، يشير البعض إلى أن النظام يشجع الأطفال على الإنفاق المتكرر عبر عمليات الشراء الدقيقة (Microtransactions)، مثل شراء ملابس جديدة، أو أدوات خاصة، أو قدرات داخل الألعاب، ويزداد القلق حين يتم ربط الشعور بالنجاح أو التميز داخل اللعبة بمدى قدرة اللاعب على الدفع، مما يخلق فجوة بين اللاعبين القادرين على الشراء والآخرين.
وقد أثارت هذه المسألة انتقادات من جهات حقوقية وتعليمية، طالبت بفرض رقابة أكبر على طبيعة المشتريات، وتنبيه أولياء الأمور إلى وجود نظام دفع داخل اللعبة، كما تواجه روبلوكس تساؤلات قانونية حول نسبة الأرباح التي تعود إلى المطورين مقارنة بما تحتفظ به الشركة الأم، إذ تشير التقارير إلى أن حصة الشركة قد تصل إلى أكثر من 70% من إجمالي الإيرادات، وهو ما اعتبره البعض استغلالًا لجهود صغار المطورين.