أخبار العرب

لا علاقة بين زلزال كريت والتسونامي أو النشاط البركاني.. حقائق علمية حول الزلازل الكبرى

أكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن الادعاءات حول حدوث تسونامي أو نشاط بركاني في شرق المتوسط لا تستند إلى أي دلائل علمية، وذلك عقب الزلزال الذي وقع صباح اليوم قرب جزيرة كريت، وما أعقبه من حالة قلق أثارتها منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن احتمالات حدوث تسونامي أو ثوران بركاني في المنطقة.

وأوضح الهادي، في تصريحات لـ أحداث اليوم، أن الزلزال الذي وقع اليوم يبعد حوالي 100 كيلومتر عن الزلزال السابق، مشيرًا إلى أن هناك اختلافًا في نوع الحركتين بين الزلزالين، حيث كان أحدهما “عكسيًا” والآخر “أفقيًا”، مما يُظهر علميًا عدم وجود علاقة بينهما، وبالتالي لا يمكن الربط بين وقوع الزلزال وحدوث تسونامي أو نشاط بركاني.

وأشار رئيس قسم الزلازل إلى أن ما تم تداوله عن احتمال حدوث تسونامي بارتفاع يصل إلى 300 متر هو مبالغة غير علمية، ويعزى إلى مروجين للشائعات، لافتًا إلى أن عمق الزلزال لا يسمح بحدوث موجات تسونامي ضخمة، مضيفًا: “الهيئات الأوروبية أصدرت إنذارًا بوجود خطر تسونامي نظرًا لطبيعة الزلزال العكسي، لكنها سرعان ما ألغت التحذير بعد عدم حدوث أي شيء.”

وبخصوص الجدل حول النشاط البركاني، أكد الهادي عدم وجود أي مؤشرات علمية تدل على قرب حدوث نشاط بركاني في شرق المتوسط، مشيرًا إلى أن الزلازل التي تشهدها المنطقة تقع على أعماق تصل إلى 70 كيلومترًا، وهي أعماق كبيرة لا تسمح باندلاع البراكين نظرًا لطبيعة الصخور في تلك المنطقة.

وأضاف: “الحديث عن زلازل كبرى بناءً على تتابع زلزالين بقوة 6 و6.4 غير دقيق، حيث توجد مسافة جغرافية تفصل بينهما، كما أن المنطقة التي وقعت فيها الزلازل تحتاج إلى عشرات السنين لتجميع الطاقة الكافية لحدوث زلزال قوي جديد.”

أكد الدكتور شريف الهادي إمكانية وقوع زلازل في المستقبل لكنه لم يستبعد فكرة حدوث زلازل في المنطقة، مشددًا على أنه لا يمكن القول بعدم حدوث زلازل، لأن السيطرة على الأرض ليست ممكنة، ولكننا نطمئن الناس بأننا في أمان من الزلازل وأيضًا من التسونامي حيث لا يوجد خطر حقيقي من تسونامي، إذ أن أقصى ارتفاع للأمواج في الوقت الحالي لم يتجاوز مترين.

تأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن نشاط غير معتاد حول جزيرة كريت، حيث حذرت منشورات من استمرار التوابع الزلزالية في المنطقة، مشيرة إلى أن صدوع شرق المتوسط لا تزال تختزن طاقة زلزالية هائلة، في ظل تواصل النشاط الزلزالي في مناطق شرق وجنوب شرق آسيا.

يرى بعض المستخدمين أن الطاقة الزلزالية الناتجة عن زلزال كريت قد تنتقل إلى صدوع نشطة في شرق المتوسط، مثل صدع غرب الأناضول قرب بحر مرمرة، والقوس الهيليني حول جزيرة قبرص، وصدع شرق الأناضول على الحدود بين سوريا وتركيا، مما يثير مخاوف من نشاط زلزالي متجدد في هذه المناطق خلال الفترة المقبلة.

يُذكر أن صحيفة نيويورك بوست كانت قد نقلت، في وقت سابق، عن دراسة نُشرت بمجلة “PNAS” العلمية، تحذيرات من إمكانية حدوث زلزال مدمر قد يتسبب في موجة تسونامي غير مسبوقة، إلا أن الدراسة ذاتها أكدت أن هذا الاحتمال يبقى منخفضًا.

مصر بعيدة عن الزلازل الكبرى

سبق، وعلق الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بمعهد، على الهزة الأرضية التي وقعت في جزيرة كريت باليونان، على بُعد نحو 499 كم شمال مدينة مرسى مطروح، وشعر بها سكان بعض المحافظات، قائلًا إن هذه الهزة الأرضية تختلف عن زلزال سابق وقع يوم 14 مايو 2025 بالقرب من مرسى مطروح، والذي كان أقوى تأثيرًا نظرًا لقربه الجغرافي (على بعد 45 كم من المدينة).

وأوضح شريف، خلال مداخلة تليفزيونية، أن منطقة كريت تقع ضمن حزام زلزالي نشط يمر عبر قبرص واليونان وجزيرة كريت، وهي مناطق معروفة تاريخيًا بحدوث الزلازل بسبب تلاقي الصفائح التكتونية في قاع البحر المتوسط، مضيفًا أن هذه الزلازل عادة ما تكون على أعماق كبيرة تصل إلى 40 كم أو أكثر، ما يُضعف من تأثيرها المباشر على البنى التحتية في مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى