
، مغنواتي السينما، مطرب الموالد والأفراح، هو مطرب مصري أصيل من زمن الفن الجميل، حيث عمل كمطرب وملحن وأجاد العزف على العود، وتميز بجمعه بين الغناء الوطني والموال والأغاني الخفيفة، ومن أبرز أفلامه “حسن ونعيمة”، ومن أشهر أغانيه “رمش عينه اللي جارحني”، عاش حياته مشغولاً في منافسة مع المطرب عبد الحليم حافظ، وتزوج من أجمل فنانات جيله مثل تحية كاريوكا وعايدة رياض وجورجينا رزق ملكة جمال لبنان والمذيعة منى هلال.
وُلد الفنان محرم فؤاد في مثل هذا اليوم 25 يونيو عام 1934 في حي بولاق، ورحل في 27 يونيو عام 2002، عشق الغناء منذ صغره، فعندما كان في الخامسة من عمره كان يؤدي الأدوار المسرحية والغنائية في المدرسة، وفي السابعة غنى أمام الملك فاروق مع فريق مدرسته أغنية يقول مطلعها: (مليك البلاد وعماد الوطن) وأعجب به الملك، وذات يوم، بينما كان يتألق على المسرح في إحدى الحفلات المدرسية، تلقى صدمة كبيرة عندما أخذه شقيقه من على المسرح ليخبره بوفاة والده، الذي كان قد حظره من السير في مشوار الفن الذي اعتبره عيباً.
مقال له علاقة: رحلة صبري عبد المنعم مع السرطان التي بدأت منذ 24 عامًا وكيف واجه التحديات بشجاعة
مغني في الأفراح والموالد
بدأ محرم فؤاد حياته مغنيًا في الموالد والأفراح والملاهي الليلية، وغنى الموال في النجوع والكفور، التحق بمعهد الموسيقى العربية لتعلم الغناء والعزف على العود، ليتجه بعد ذلك إلى ركن الهواة بالإذاعة لتقديم مقطوعات موسيقية، حيث قابل الملحن عبد العظيم محمد الذي أقنعه بضرورة اتجاهه إلى الغناء، ولحن له في البداية أغنية “أسمر حليوة زين” التي غناها محرم في الإذاعة، لكن صعب عليه الاعتماد كمطرب في الإذاعة، وظل ينتظر انعقاد اللجنة، ومن خلال برنامج “ساعة لقلبك” قدم فقرة غنائية للمواهب والمطربين الجدد، وبعد أيام تم الإعلان عن انعقاد لجنة الاستماع بالإذاعة، وتقدم لها محرم وتم قبوله رسميًا واعتمد كمطرب، وكانت أولى أغنياته الإذاعية “زي نور الشمس حبي وتنكره”.
اهتم محرم فؤاد في بداياته بهموم وطنه والتعبير عنها، فقدم مجموعة من الأغاني الوطنية التي بلغت 200 أغنية وطنية لمصر، إلى جانب 20 أغنية لفلسطين وحدها، ومن أشهرها أغنية (لموا الصف دم الشهدا لسة ما جف)، لدرجة أن البعض كان يظن أنه من أصل فلسطيني.
ابحث عن سمراء قامتها هيفاء
من أشهر أغاني محرم فؤاد التي حفظتها الجماهير وما زالت باقية حتى اليوم تزيد عن 300 أغنية، منها: أبحث عن سمراء، يا غزال إسكندراني، ميتى أشوفك، يا واحشني رد علي، سلامات يا حبايب، معرفتش تحبني، أوعى تكون بتحب يا قلبي، لا لا تلوموني لا، أنا عايز صبية، يا حبيبي قولي أخرة جرحى إيه، وغيرها.
يرى أن الغناء أصبح فوضى
عن رأيه في غناء ومطربي هذه الأيام، قال محرم فؤاد: الغناء الآن أصبح فوضى، وأصبح من حق أي شخص أن يغني، بل أصبح كل من هب ودب يغني، زمان كان من الصعب جدًا إجازة مطرب للغناء، فظهر أصحاب الحناجر الذهبية، أما الآن فمن يغني هم من أصحاب حناجر الصفيح والألومنيوم.
يرى محرم فؤاد أن أساس الفن هو معاناة الشعب الذي يعبر عنه، ويقول: لابد أن يكون الفنان من الشعب، فلو لم يكن الفنان يتذوق ويتزود من معاناة شعبه لا يصبح فنانًا، وهناك شيء مهم يربطني بمصر وهو تراب مصر ونيلها وتاريخنا الفرعوني ومساجدنا وأوليائنا الصالحين، ولولا هذه الروابط الشعبية والتاريخية لضاعت مصر مع المبادئ الشيوعية في عهد عبد الناصر.
حسن ونعيمة كانت البداية
اكتشفه المخرج هنري بركات وقدمه لأول مرة في السينما مع سعاد حسني في فيلم “حسن ونعيمة”، وكان محرم دائمًا يقول إن هذا الفيلم كان وشه حلو عليه وعلى سعاد لأنه فتح لهما الطريق للنجومية، حيث غنى فيه أغنيتين هما سبب شهرته (الحلوة داير شباكها) و(رمش عينه اللي جرحني)،.
ممكن يعجبك: أحمد سعد بعد أن تعرض لحادث في سيارته الجديدة قال “أولادي أغلى ما أملك”
ويحكي المطرب محرم فؤاد ذكرياته مع فيلم حسن ونعيمة، فيقول: كنت أمثل في أحد المسارح في بداية حياتي الفنية، ومؤهل لتقمص الشخصية التمثيلية، لكن السينما كانت جديدة علي، وحدث أن كنت بالصدفة في زيارة لمكتب المنتج حسن الصيفي، وقابلت هناك المخرج هنري بركات، وعندما رآني قال لحسن الصيفي (هوه ده حسن المغنواتي يا حسن)، ولم أفهم، فقد كان يذاع في تلك الفترة بالإذاعة مسلسل “حسن ونعيمة” تأليف الشاعر الكاتب عبد الرحمن الخميسى، لكني لم أسمعه لأنني كنت لا أملك راديو.
كما قدم محرم فؤاد مجموعة من الأفلام للسينما المصرية، وقدّم أيضًا أفلامًا للسينما اللبنانية، غلب عليها جميعًا طابع الرومانسية، وشملت الأغاني المرحة الخفيفة، وكان أشهرها “وداعًا يا حب، نصف عذراء، عتاب، عشاق الحياة، الملكة وأنا، ولدت من جديد وغيرها.
متاعب صحية قبل الرحيل
أصيب محرم فؤاد بعدة أمراض، حيث أجرى العديد من العمليات الجراحية التي زادت من معاناته في السنوات الأخيرة بسبب مرض الكلى وإصابته بالفشل الكلوي ومتاعب في القلب، وتقول زوجته الأخيرة المذيعة منى هلال: قبل رحيله بثلاثة أسابيع تعرض لأزمة صحية، ونقل على إثرها إلى المستشفى وحجز بها عدة أيام، إلا أنه ضاق بجو المستشفى وأصر على الرحيل والعودة للمنزل، حيث توفي بعد ثلاثة أيام من عودته إثر هبوط حاد في القلب، ليترك وراءه تراثًا غنائيًا وموسيقيًا شرقيًا أصيلاً.