اقتصاد

“تحت الأضواء”: سوق الدين الخليجي يتجاوز التوترات بثقة

وكالة فيتش: 

  • رغم ارتفاع التوترات مؤخراً، شهدت سوق الإصدارات انتعاشاً سريعاً.

  • لا تزال شهية المستثمرين لإصدارات الدين الخليجية قوية، مدفوعة بوفرة السيولة في البنوك الإسلامية والمحلية.

قال بشار الناطور، الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، إن سوق الدين في منطقة الخليج، وخاصة في السعودية، أظهر قدرة ملحوظة على التكيف والمرونة على الرغم من التوترات الجيوسياسية المتزايدة.

وبيّن الناطور، في مقابلة مع “العربية Business” اليوم الخميس، أن الأسواق تعود بسرعة إلى وتيرة الإصدارات المعتادة بعد فترات التوقف القصيرة.

وأوضح أن هذا يعكس مستوى اعتياد المستثمرين على تقلبات الأوضاع السياسية، دون أن يؤثر ذلك بشكل جوهري على ثقتهم أو قدرتهم على ضخ الاستثمارات في المنطقة.

ولفت إلى أنه رغم بلوغ التوترات ذروتها مؤخراً، إلا أن نشاط الإصدارات عاد على الفور، مما يعزز من ثقة السوق واستقراره.

وأشار إلى أن حجم سوق الدين القائم في السعودية، والذي يشمل الصكوك والسندات، يقترب من حاجز 500 مليار ريال (133 مليار دولار)، موضحاً أن القيمة الحالية تقدر بحوالي 480 مليار ريال (127.9 مليار دولار)، مع توقعات بمواصلة النمو.

وأكد أن أكثر من 80% من الصكوك التي تصنفها “فيتش” تقع ضمن فئة الدرجة الاستثمارية (Investment Grade)، مما يعكس ثقة المستثمرين في منتجات الدين الإسلامية ويزيد من جاذبيتها.

وأوضح أن شهية المستثمرين تجاه إصدارات الدين الخليجية ما تزال قوية، مدفوعة بوفرة السيولة في البنوك الإسلامية والمحلية، بالإضافة إلى تزايد اهتمام المستثمرين الأجانب بالفرص التي توفرها المنطقة.

وأضاف أن الحكومات، وخاصة في السعودية والإمارات، تلجأ إلى إصدار الصكوك بالعملة المحلية لإشراك البنوك الإسلامية في عمليات التمويل، نظراً لعدم قدرتها على شراء السندات التقليدية، بينما يمكن للبنوك التقليدية الاستثمار في كلا النوعين، مما يوسع قاعدة المستثمرين.

وأكد أن دولاً مثل ماليزيا تضع التمويل الإسلامي في صدارة أولوياتها، حيث تمثل الصكوك نحو 60% من سوق الدين هناك، موضحاً أن كلاً من السعودية والإمارات تسعى إلى التحول إلى مراكز عالمية للتمويل الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى