
خصصت صحيفة فاينانشيال تايمز ملفًا مميزًا للمتحف المصري الكبير، مدعومًا بالصور والشروحات، مؤكدة أنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، كما يعكس مفهومًا متقدمًا لعلم المتاحف في مصر، حيث صُمم باستخدام تقنيات متطورة ويركز على تلبية احتياجات ورغبات الزوار.
وأشارت الصحيفة في ملفها المدعوم بالصور المتنوعة إلى أن المتحف يعد وجهة سياحية رائعة يجب زيارتها.
من نفس التصنيف: تفاصيل هامة لجلسة الاستئناف المقبلة بقضية الطفل ياسين بحضور الطبيب الشرعي
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن الزائر سيشعر بالدهشة وهو يتأمل التمثال الضخم من الجرانيت الأحمر لرمسيس الثاني، ملك الملوك في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، الذي يقف مرحبًا بالزوار في البهو الأمامي للمتحف، حيث يمتاز بقامته المرتفعة لثلاثة طوابق، فوق نافورة مياه مثلثة الشكل، تقودك إلى القاعة الرئيسية المفتوحة الجانبين، ذات بوابات مثلثة الشكل، محاطة بكتابات هيروغليفية منقوشة على واجهات من المرمر الشفاف، والتي تتحول بسرعة إلى اللون الذهبي عند ملامستها لأشعة الشمس عند الغروب.
وذكرت الصحيفة أنه يعتبر مقصدًا لا بد من زيارته، إذ يتميز بحجمه وتصميمه ومحتوياته المثيرة للإعجاب، فالمتحف المصري الكبير (جي إي إم) هو الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة، مشيرة إلى أن عمليات تشييده بدأت قبل أكثر من عقدين، ويحتوي المتحف على طرقات ومسارات مغطاة، على جانبيها محلات تحمل طابعًا مصريًا أصيلًا، ومطاعم، ومتحف للأطفال، وقاعة للواقع الافتراضي.
مقال مقترح: مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 7 آخرين نتيجة كمين في قطاع غزة
كما نوهت بأن نغمات الموسيقى الهادئة تنساب في داخل البهو، الذي يقود إلى درج كبير فسيح ومريح، تُتوج في الأعلى نوافذ بانورامية تطل على أهرامات الجيزة، التي تبعد كيلومترين عن المتحف، موضحة أن معظم مقتنيات المتحف المصري الكبير (جيم) أصبحت متاحة للجمهور منذ أكتوبر الماضي.
وأفادت الصحيفة بأنه من المقرر أن تشهد منطقة وسط القاهرة موكبًا مهيبًا لنقل الكنوز الأخيرة من المتحف الوردي الكلاسيكي القديم في ميدان التحرير، ومن بينها قناع توت عنخ أمون، ذلك القناع الذهبي الذي يزن 11 كيلوجرامًا من الذهب الخالص، إلى موقعها الجديد في المتحف المصري الكبير، مشيرة إلى أن ثلث القطع الأثرية المعروضة في المتحف المصري الكبير، والتي تبلغ نحو 100 ألف قطعة، تم جلبها من المتحف القديم.
وذكرت الصحيفة أن موكب افتتاح المتحف من المتوقع أن يحاكي “موكب الفراعنة الذهبي”، الذي أقيم في عام 2021، والذي ضم 22 مومياءً ملكية نُقلت في توابيت مخصصة مملوءة بالنيتروجين من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في أحياء القاهرة القديمة.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي للمتحف أحمد غنيم، الذي تولى منصبه منذ أكتوبر الماضي، قوله إن المتحف يعكس “دلالة سياسية بأن مصر قادرة ليس فقط على الحفاظ على آثارها، بل الأهم من ذلك، أنها قادرة أيضًا على تقديمها بطريقة فريدة لا مثيل لها باستخدام تكنولوجيا متطورة”.
يعتبر المتحف المصري الكبير في مصر أكبر متحف يعرض التاريخ والثقافة المصرية القديمة الغنية بتراثها الزاخر، ويشتمل على 12 معرضًا شبه مفتوح، مقسمة زمنياً إلى أربع حقب فرعونية قديمة، تستند إلى ثلاثة محاور فكرية: المجتمع، الملكية، والمعتقدات
تدور القصة الرئيسية حول كيف أسست 30 أسرة ملكية حاكمة، عبر آلاف السنين، واحدة من أقدم الدول في التاريخ، ولكن هناك سرديات عديدة تبدأ من صعود الممالك والإمبراطوريات وانهيارها، وصولاً إلى التجارة، والاستقرار والهجرة، والكتابة، ومرحلة ما بعد الحياة.
كما يضم المتحف المصري الكبير القطع الأثرية الفريدة التي عثر عليها في مقبرة الملك توت عنخ أمون، والتي جُمعت لأول مرة منذ اكتشافها على يد الأثري هاوراد كارتر في عام 1922، ويشتمل المتحف على مركز الترميم التابع له، الذي افتُتح في 2010، وشهد ترميماً لنحو 57 ألف قطعة أثرية، من خلال 19 معملاً للترميم، ويعمل به 120 خبيرًا في الترميم و90 مشرفًا، وثمة مركبين شمسيين خشبيين يوجدان الآن في المتحف، والمعروف في الثقافة الفرعونية القديمة أن المراكب الشمسية هي وسيلة نقل الموتى الملكيين إلى الحياة الآخرة، وقد عُثر عليهما بجوار الهرم الأكبر عام 1954، ويتم عرضهما الآن في جناح منفصل.
استعرض ملف فاينانشيال تايمز أدق تفاصيل المتحف المصري الكبير، مشيرة إلى التصميم المذهل ونمط عرض القطع الأثرية التي تنوعت بين تماثيل فرعونية فائقة الدقة تحيط بالدرج الفسيح أثناء صعود الزائر، فضلاً عن قطع المقابر الأثرية التي جرى عرضها لتاريخ سلالات الأهرامات، بدءًا من أقدم هرم مدرج للملك زوسر في سقارة في عام 2700 قبل الميلاد.
لقد أضفت تلك الأشياء القريبة جدًا من مكان العثور عليها لمسة عالية التأثير، وتضمن أثاث غرفة نوم والدة الملك خوفو، الملكة حتب حرس، كرسياً بذراعين ذهبيين، وأرجله على شكل مخالب أسد، وقد نقش عليه عبارة “أم ملك مصر العليا والسفلى”.