منوعات

علامة مميزة في تاريخ مصر دار الكتب تحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو صور

نظمت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان “ثورة 30 يونيو والدفاع عن الدولة الوطنية”، بمشاركة الكاتب الصحفي الكبير حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، والدكتور أشرف مؤنس، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، وأدار الندوة الدكتور مينا رمزي رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب.

الإعلان الدستوري ٢٠١٢ كان شرارة ثورة ٣٠ يونيو

أشار الكاتب الصحفي الكبير حلمي النمنم إلى ثورات المصريين عبر العصور، مؤكداً أن ما أشيع عن عدم قدرة المصريين على الثورة هو تصور خاطئ وسلوك غير دقيق في وصف شعب مصر الذي لا يثور اعتباطاً ولا يصمت بدافع الخوف، وتابع النمنم قائلاً: يسعى المصريون دائماً للإصلاح، ويصبرون طويلاً على أمل تحقيقه، لكن عندما يفقدون الأمل في الإصلاح وتتوفر شروط الثورة فإنهم يثورون، وقد شهدت مصر العديد من الانتفاضات والثورات، وما يميز بين الانتفاضة والثورة هو مساندة بعض أو كل مؤسسات الدولة لما يحدث، فعندما تقف مؤسسة من مؤسسات الدولة مع الانتفاضة تتحول إلى ثورة، وكانت ثورة ١٩١٩ انتفاضة شعبية تحولت إلى ثورة عندما قام رشدي باشا وزير الداخلية ومن خلفه السلطان أحمد فؤاد بإصدار توجيهات للعمد في القرى والنجوع بتسهيل جمع التوكيلات للوفد المصري برئاسة سعد زغلول

وتابع النمنم: بدأت ثورة ٣٠ يونيو من الإعلان الدستوري الكارثي الذي أطلقه محمد مرسي في ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢ لتحصين قراراته بأثر رجعي، وهنا اندلعت الانتفاضة التي أمهلت الجماعة كثيراً، فالشعب المصري شعب متحضر ومؤسسات الدولة كانت تراهن على الإصلاح، وفي يناير ٢٠١٣ اندلعت شرارة أخرى بحكم محكمة الإسماعيلية بإدانة محمد مرسي وهو لا يزال في القصر الرئاسي بالخيانة لهربه من السجن في ٢٨ يناير ٢٠١١ بمساعدة جهات خارجية، ثم انطلقت معركة الإعلاميين وتم تهديد كثير منهم بالذبح، فوقفت القوى الناعمة المصرية المتمثلة في المثقفين والفنانين ضد هذه الجماعة، وقد فشل الإخوان فشلاً ذريعا في إدارة مصر، وأستشهد بما قاله الشيخ حمد بن جاسم، وزير خارجية قطر، بأنه عندما جلس مع قيادات الإخوان المسلمين وجد أنهم لا يصلحون لإدارة سوبر ماركت وليس دولة كبيرة بحجم مصر

دور وزارتي الدفاع والداخلية في ثورة ٣٠ يونيو

وأشاد حلمي النمنم بالدور المحوري والبارز لوزارة الدفاع ووزارة الداخلية في ثورة ٣٠ يونيو.

وكشف النمنم عن لقاء جمع القيادة العامة للقوات المسلحة بمحمد مرسي لتقديم تقدير موقف عن الحالة المصرية، لكنه أبى الاعتراف بوجود مشكلة، وزاد قائلاً لهم إن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين قرر التدخل في سوريا، فعليكم تجهيز الجيش، لكن قيادات القوات المسلحة المصرية وقفت له بالمرصاد ضد التدخل في شؤون دول المنطقة.

وفي ٣ يوليو، تحولت الانتفاضة الشعبية من مظاهرات مليونية إلى ثورة فرضت نفسها ونجحت في الإطاحة بجماعة البنا التي تسللت إلى الحكم لتقوم بدور الخوارج ومسيلمة الكذاب، لكن الشعب والجيش والشرطة كانوا لهم بالمرصاد.

ثورة ٣٠ يونيو علامة فارقة في تاريخ مصر السياسي

أكد الدكتور أشرف مؤنس أن ثورة ٣٠ يونيو تمثل علامة فارقة في تاريخ مصر السياسي والاجتماعي حيث خرج ملايين المصريين للمطالبة بتغيير نظام الجماعة، وقال: “كثير منا خرج في الشوارع مع أولاده لأننا شعرنا أن مصر تختطف، ففي مصر ظهر الضمير ونشأت الحضارة كما قال هنري بريستد”، وتابع قائلاً: مصر حاضنة الحضارات المختلفة وقد سجل المصريون حياتهم وهويتهم على جدران المعابد، كما أنها البلد الوحيد الذي ورد اسمها في الكتب السماوية الثلاث، ونحتفل اليوم بهدف تذكير الشباب بأن مصر كانت ستختطف في يوم من الأيام لكن الشعب أنقذها

واستعرض مؤنس نضال المصريين منذ ثورة ١٩١٩ التي أكدت الوحدة الوطنية، فعندما قام الاحتلال بتعيين رئيس وزراء قبطي أرادوا الوقيعة بين عنصري الأمة ولم يفلحوا، ثم ثورة ٢٣ يوليو التي أعلنت تأسيساً جديداً للهوية المصرية وتخليصها من الاحتلال.

وأضاف: بعد ثورة يناير كان تنظيم الإخوان هو الكيان المنظم الذي اختطف ثورة الشباب لتحقيق أغراض الجماعة، وكان لابد من الثورة لتعديل المسار، وبالتالي ثورة ٣٠ يونيو هي البوصلة التي أعادت مصر لوضعها الطبيعي، والمصريون هم حصن مصر، كما قال شفيق غربال إن مصر هبة المصريين، ففي ٣٠ يونيو ظهرت الحضارة من تحت جلودهم فانتفضوا دفاعاً عن الدولة الوطنية المركزية، أحد عوامل الهوية

وأشار إلى أن ثورة ٣٠ يونيو قامت بسبب ضياع هيبة الدولة ومحاصرة الرأي والتضييق على الناس، وقد شاركت كل فئات المجتمع في الثورة غير المسبوقة في التاريخ المصري، ووقف الشعب والجيش يداً واحدة حتى انتصرت ثورتهم ونالت الاعتراف الدولي في نهاية المطاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى