منوعات

ليلى علوي تحقق نجاحاً سينمائياً مميزاً مع بيومي فؤاد في فيلم جديد

تاريخ الفن المصري مليء بثنائيات خالدة في ذاكرة الجمهور، مثل صلاح ذو الفقار وشادية، وفريد شوقي وهدى سلطان، وعادل إمام ويسرا، وغيرهم من الثنائيات التي أضفت لمسة فنية جعلت أبطالها يدخلون القلوب بلا استئذان، ومنذ سنوات، ظهر ديو فني جديد يتحدى كل التوقعات والمقاييس المتعارف عليها، وهو ديو ليلى علوي الذي قد يبدو غريبًا في البداية، لكنه حقق نجاحًا غير متوقع.

سر استغراب البعض من هذه الثنائية يكمن في أن ليلى نجمة ارتبط اسمها بالأنوثة الطاغية، وقد بدأت مشوارها الفني منذ طفولتها بمشاركة في عدة أعمال سينمائية، حيث لفتت الأنظار بجمالها، ومع نضوجها الفني، لم تكن مجرد “جميلة الشاشة”، بل كانت صاحبة اختيارات دقيقة لأعمال متنوعة، بين الرومانسي والكوميدي والدراما الاجتماعية، ونجحت في فرض اسمها كبطلة شباك ونجمة من الصف الأول، وتألقت أمام عمالقة الفن مثل عادل إمام وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز وغيرهم.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت العديد من الأعمال السينمائية من بطولتها مثل “حلق حوش”، وحققت نجاحًا بارزًا في الدراما، حيث منحت مساحات البطولة المطلقة في مسلسلات عديدة مثل “التوأم” و”بنت من شبرا” و”دافنشي”، ورغم هذه المسيرة الطويلة، اختفت تدريجيًا مع تغير خريطة الإنتاج وأذواق الجمهور، وتقلصت الأدوار التي تليق بتاريخها، حتى ظن البعض أنها ابتعدت نهائيًا، لكن ما حدث بعد عام 2020 أثبت العكس تمامًا.

الريمونتادا.. “ماما حامل” نقطة التحول

في عام 2021، عادت ليلى بعد سنوات من الغياب بفيلم “ماما حامل”، وكانت عودتها من باب لم يتوقعه أحد وهو الكوميديا الخفيفة، ومن خلال شراكة فنية مع بيومي فؤاد، ورغم غرابة فكرة ثنائية تجمع نجمة من نجمات العصر الذهبي مع ممثل اشتهر بأدوار الأب أو المدير، إلا أن الفيلم حقق نجاحًا ملحوظًا، خاصة في دور العرض الخليجية، وأعاد ليلى بقوة إلى الساحة الفنية، وشكل نقطة تحول في مسيرتها، حيث أصبحت تعيش مرحلة جديدة عنوانها الذكاء التجاري والبقاء الفني.

بيومي فؤاد، الذي دخل عالم السينما من بوابة الأدوار الثانية والثالثة، أصبح واحدًا من نجوم الكوميديا المطلوبين، ليس فقط في مصر بل أيضًا في الخليج، بفضل خفة ظله وملامحه التي تمثل “الرجل المصري الخفيف”، ورغم تحفظ بعض الجمهور المصري عليه، خاصة بعد موقفه من زميله محمد سلام، إلا أنه يحظى بشعبية كبيرة في الخليج، مما جعل معادلة وجود نجمة تاريخية وممثل كوميدي يحظى بشعبية كبيرة في الخليج تعني حضور قوي وإيرادات مضمونة.

موجة جديدة من التعاونات

بعد نجاح “ماما حامل”، أصبح التعاون بين ليلى وبيومي أمرًا متكررًا، ففي عام 2023 قدما معًا فيلم “شوجر دادي”، وهو فيلم كوميدي اجتماعي حقق نجاحًا استثنائيًا في الخليج بإيرادات ضخمة، وفي عام 2024 قدما معًا مسرحية “مشيرة الخطيرة” التي عرضت في السعودية وحققت نجاحًا لافتًا، وكان انتقال الثنائي إلى المسرح بمثابة استثمار في نجاحهما السينمائي، حيث رسخت هذه الخطوة مكانتهما خارج مصر.

في العام ذاته، قدما عدة أعمال أخرى مثل فيلم “جوازة توكسيك” الذي يدور حول العلاقات الزوجية السامة، حيث كررت ليلى وبيومي تعاونهما الناجح، بالإضافة إلى مسرحية “الصندوق الأحمر” كتأكيد جديد على أن الثنائي أصبح مطلوبًا في المسرح، وفي عامنا الحالي شاركا معًا في فيلم “المستريحة”.

“ابن مين فيهم”.. الدويتو مستمر

بعد النجاحات السابقة، قرر الثنائي تقديم عمل جديد يحمل اسم “ابن مين فيهم”، وهو فيلم تدور أحداثه حول قصة حب غير تقليدية تنشأ بين رجل أعمال مستهتر (بيومي) ومحامية (ليلى)، الفيلم من تأليف لؤي السيد وإخراج هشام فتحي، حيث يُراهن مجددًا على الكوميديا الاجتماعية المعاصرة مع جرعة من الرومانسية والدراما.

ليلى علوي والاستمرارية

في النهاية، يكشف نجاح هذه الثنائية ذكاء ليلى، حيث اختارت أن تظل موجودة، ولم تكتفِ بمجد الماضي، ولم تنتظر “الدور العظيم” الذي قد لا يأتي، بل اختارت أن “تغير جلدها” وتفهم “السوق”، وحققت من خلال ثنائيتها مع بيومي معادلة ناجحة، فرضت نفسها فنيًا وتجاريًا رغم أنها أثارت تعجب الكثيرين في بدايتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى