حوادث

24 ساعة من الحسم الحازم.. وزارة الداخلية توجّه ضربات قاصمة للمخدرات والجريمة.. حملات تحاصر الخارجين عن القانون في أنحاء الجمهورية.. استهداف سوق الكيف وضبط 290 قضية مخدرات وتحريز 59 قطعة سلاح

في تحرك أمني شامل يبرز يقظة الأجهزة الأمنية ويعكس استعدادها الدائم لحماية أمن المواطنين، شنت مديريات الأمن على مستوى الجمهورية حملة مكبرة خلال أربع وعشرين ساعة فقط، أسفرت عن نتائج مؤثرة في القضاء على معاقل الجريمة وضبط الخارجين عن القانون.

لم تكن هذه الحملة مجرد عملية روتينية، بل جاءت كرسالة قوية تؤكد أن الدولة لا تتردد في حماية أمن الشارع المصري، وأن المتاجرين بحياة البشر عبر المخدرات أو السلاح أو الترويع لن يجدوا ملاذًا لهم.

وفي مقدمة إنجازات الحملة، كان ملف المخدرات حاضرًا بقوة، حيث نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط 290 قضية اتجار وتعاطٍ، واعتقال 344 متهمًا.

وبعد التحقيق والتفتيش، تم العثور على كميات ضخمة من المواد المخدرة، التي تنوعت بين أصناف مختلفة، مما يعكس تطور أساليب التهريب والترويج.

تم ضبط أكثر من 214 كيلو جرامًا من مخدر الحشيش، وقرابة 50 كيلو جرامًا من الهيروين، الذي يُعد من أكثر المواد فتكًا بالمجتمع، كما تم ضبط أكثر من 46 كيلو جرامًا من مخدر الآيس، بالإضافة إلى 27 كيلو من البانجو، و12 كيلو من الهيدرو، و5 كيلو من الشابو، وكيلو من الاستروكس، و900 جرام من البودر، و300 جرام من فرجينيا، و50 جرامًا من الكوكايين.

ولم تقتصر الجهود على المواد المُصنعة والمُهربة، بل شملت أيضًا مزارع نباتية، حيث تم ضبط 30 شجيرة من نبات البانجو، مما يشير إلى محاولات بعض الخارجين عن القانون للتحول إلى إنتاج مباشر لهذه المواد، كما عُثر بحوزة المتهمين على أكثر من 17 ألف قرص مخدر.

وفي سياق متصل، تمكنت الحملة من ضبط 59 قطعة سلاح ناري غير مرخصة، كانت بحوزة 54 متهمًا، وتضمنت المضبوطات ثلاث بنادق آلية، وست بنادق خرطوش، وثلاث طبنجات، و47 فردًا محلي الصنع، فضلًا عن 130 طلقة نارية مختلفة الأعيرة، وخمس خزائن ذخيرة، بالإضافة إلى 229 قطعة سلاح أبيض، مما يؤكد أن التهديد بالسلاح لا يزال قائمًا، وأن الرد الأمني لم يتأخر.

وعلى صعيد تنفيذ الأحكام القضائية، أنجزت الحملة واحدة من أكبر عمليات تنفيذ الأحكام في يوم واحد، حيث تم تنفيذ 65567 حكمًا متنوعًا.

شملت تلك الأحكام 194 حكم جناية، وأكثر من 21 ألف حكم حبس جزئي، و3616 حكم حبس مستأنف، إلى جانب ما يقرب من 31 ألف حكم غرامة، و9764 مخالفة، مما يعكس حجم التراكم القضائي الذي تسعى الدولة جاهدة لتنفيذه في إطار سيادة القانون.

أما في مجال مواجهة التشكيلات العصابية، فقد تمكنت القوات من تفكيك تشكيلين عصابيين، ضما ستة متهمين ارتكبوا أربع جرائم متنوعة.

كما تم ضبط ثلاثة متهمين هاربين من العدالة، مما يمثل خطوة جديدة نحو إنهاء سجل الهاربين الذين يتوارون عن العدالة، دون أن يسقطوا من حسابات الأمن.

الحملة طالت أيضًا ظواهر الترويع والبلطجة، إذ تم ضبط 23 متهمًا من القائمين بأعمال البلطجة، الذين اعتادوا فرض سطوتهم بقوة السلاح أو النفوذ الزائف.

كما ضبطت قوات الأمن 334 دراجة نارية مخالفة، كثير منها يُستخدم في جرائم السرقة والتحرش وقطع الطريق.

وفي مجال المرور، تم تحرير 28320 مخالفة مرورية متنوعة، وهو رقم كبير يعكس حجم الاستهتار الذي لا يزال بحاجة إلى مواجهة مستمرة، خاصة في ظل ما تشهده الطرق من حوادث دامية.

ولم تغفل الحملة فحص سائقي الطرق السريعة، حيث تم إخضاع 61 سائقًا لفحوصات الكشف عن تعاطي المخدرات، وجاءت نتائج 9 منهم إيجابية، مما يُسلط الضوء على خطورة هذا العامل في تهديد أرواح الأبرياء على الطرق العامة.

ومع هذا الكم من الضبطيات والنتائج خلال يوم واحد، يبقى الأهم هو الاستمرارية، وهو ما أكدت عليه وزارة الداخلية في بيانها، مشددة على أن الحملات الأمنية مستمرة بلا هوادة، وأن القانون سيظل حاسمًا في مواجهة كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن المجتمع أو ترويع أفراده أو تلويث مستقبل الشباب بالمخدرات.

إنها حرب شاملة، تخوضها الدولة على جبهات متعددة، وأسلحتها فيها ليست فقط البنادق، بل الإرادة والانضباط وثقة الناس في أن هناك من يسهر لأجلهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى