
واصلت الدكتورة رانيا، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مشاركتها في فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، الذي يعقد في إسبانيا من 29 يونيو إلى 3 يوليو 2025، ضمن وفد مصر برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
منصة إشبيلية للعمل
وخلال المؤتمر، شاركت الدكتورة رانيا المشاط في مؤتمر صحفي حول «»، حيث أكدت على أهمية هذه المنصة التي تمثل إطارًا لإطلاق مبادرات تنموية كبرى لتعزيز التعاون الإنمائي الدولي، ودفع أجندة تمويل أهداف التنمية المستدامة.
ممكن يعجبك: إمدادات الغاز من إسرائيل إلى مصر تشهد انخفاضًا كبيرًا وتأثيراته المتوقعة
كما أكدت على ضرورة أن يكون هناك صوت من الدول النامية في هذه النقاشات المهمة، مشددة على أنه لتحقيق التقدم في تنفيذ الأهداف المناخية والتنموية التي نطمح إليها، لا يمكننا العمل بمفردنا، بل نحتاج إلى شركاء حقيقيين يدعمون جهودنا ويشاركوننا نفس الرؤية والطموحات.
واستعرضت الشراكات المتميزة والقوية بين جمهورية مصر العربية وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، والمنظمات الأممية، مؤكدة أن هذه المؤسسات الدولية تلعب دورًا محوريًا في دعم الجهود التنموية والمناخية، سواء من خلال التمويل أو تقديم الدعم الفني أو عبر أدوات تمويل مبتكرة.
ولفتت المشاط إلى وجود أداتين رئيسيتين يُعوّل عليهما لتحقيق التنمية المستدامة، وهما منصات الدولة، والإطار الوطني للتمويل المتكامل (INFF)، حيث تسهمان في دفع استراتيجيات الدول مع ضمان وجود تمويل كافٍ ومُيسَّر لتنفيذ تلك الاستراتيجيات، وفي هذا السياق شاركت المشاط تجربة مصر في إطلاق المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي» وإطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لتمويل التنمية.
وفي هذا الإطار، أكدت المشاط أن الحديث عن أهمية الشراكات لا يقتصر فقط على المساهمات المالية، بل يتضمن أيضًا التنسيق والعمل الجماعي، حيث أن كل شريك لا يقدم التمويل أو المساعدة الفنية فقط، بل يشارك فعليًا في تنفيذ المشروع ويتعاون مع بقية الشركاء، مشددة على أن “الملكية الوطنية” تعني أيضًا تحمل الدولة مسؤولية التنسيق بين المؤسسات الدولية المختلفة، والتي لكل منها نظام حوكمة خاص، وتوجيه هذه المنظومة المتنوعة بما يخدم النمو والتنمية وخلق فرص العمل.
الاستثمار في المناخ والتنمية
وشاركت الدكتورة رانيا المشاط في جلسة بعنوان “الاستثمار في المناخ والتنمية: دور الهياكل المالية والضريبية الدولية”، حيث ناقشت الجلسة التحديات التي تواجه تعبئة الموارد من الداخل والخارج، والموارد المالية المتاحة، والأبعاد الاقتصادية الكلية المتعلقة بمواجهة تغير المناخ وتمويل التنمية، كما تم مناقشة تحليلات استدامة الدين وأهمية أن تأخذ في الاعتبار مخاطر المناخ والاستثمارات المرتبطة به
وفي كلمتها، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي على أهمية تفعيل تحليلات استدامة الدين بشكل مرن، حيث تعد أداة رئيسية لدعم التنمية وتمكين الاستثمار الخاص، مشيرة إلى أهمية تبني مقاربات جديدة في تحليل استدامة الدين بما يتماشى مع متطلبات التنمية وتحديات التغير المناخي، وأشارت إلى أن تعزيز التنسيق بين المؤسسات الدولية والاعتماد على أدوات تمويل مبتكرة يمثلان أولوية في ظل التحديات العالمية الراهنة.
كما ذكرت مبادرة بريدجتاون التي سعت منذ إطلاقها في عام 2022 إلى دفع الدعوات الدولية بشأن إعادة هيكلة وإصلاح البنية المالية الدولية وزيادة تدفقات رأس المال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحة أن المبادرة اكتسبت زخمًا، ودعت صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى إصلاح “إطار استدامة القدرة على تحمل الدين”، الذي تم تصميمه سابقًا لتوجيه قرارات الاقتراض في الدول منخفضة الدخل بطريقة تتناسب مع احتياجاتها وقدرتها الحالية والمستقبلية على سداد تلك الديون، مشيرة إلى أن تحليلات استدامة الدين لها أطر ومعايير يجب تفعيلها.
كما أوضحت أن استقطاب استثمارات القطاع الخاص يتطلب بيئة مالية مستقرة وتحليلات دين مرنة، مشيرة إلى أن مصر تعمل على تنفيذ إصلاحات هيكلية متكاملة لتعزيز ثقة المستثمرين، وهو ما يتجلى في التقارير الدولية حول الاقتصاد المصري.
وأشارت إلى ضرورة التنسيق مع المؤسسات المالية الدولية، مستعرضة علاقات وشراكات مصر المتميزة مع عدد من تلك المؤسسات، مؤكدة أن تلك العلاقات تدفع نحو تعزيز جهود تمكين القطاع الخاص وجذب الاستثمارات وإتاحة الفرص للمساهمة بدور أكبر في مختلف مجالات التنمية.
التمويل المؤثر من خلال صندوق أهداف التنمية المستدامة
في سياق متصل، شاركت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في الجلسة النقاشية التي نظمتها الأمم المتحدة حول تعزيز التمويل المؤثر من خلال صندوق أهداف التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة، بمشاركة أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، والبروفيسور مثولي نكوب، وزير المالية والتنمية الاقتصادية والترويج للاستثمار في زيمبابوي، وغيرهم من شركاء التنمية.
تجارب تمويل التنمية وبناء القدرات
كما شاركت الدكتورة رانيا المشاط في الجلسة التي نظمتها بعثتا اليونان وإيطاليا بالأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، ووكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (نيباد)، حول تعزيز القدرات من أجل تمويل التنمية، حيث ناقشت الجلسة التجارب المختلفة للدول في مجال تمويل التنمية وتعزيز عملية بناء القدرات وتوفير المساعدات الفنية للدول.